يلف الغموض ما يجري في المناطق الشرقية من الرمادي، التي ما زال «داعش» يسيطر عليها على رغم العمليات الجارية لتحريرها منذ ثلاثة اسابيع. وتتضارب الروايات في ما يجري في القاطع الشرقي، تحديداً في بلدات السجارية وجويبة وحصيبة، وأجرت قيادة الجيش تغييرات سريعة، وسط انباء عن تراجع الدور الاميركي في المعركة بسبب تحركات فصائل «الحشد الشعبي» في المنطقة. وقال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ عشائر الرمادي ل «الحياة» ان «ما يجري في شرق المدينة يدعو إلى القلق فلم تتمكن القوات الامنية من حسم المعركة في احياء صغيرة منذ اسابيع بينما تمكنت من السيطرة على 75 منها خلال اسبوع». وأضاف: «تلقينا معلومات مفادها أن قوات مكافحة الارهاب تلقت تعلميات بعدم المشاركة في معارك شرق الرمادي بعد استشارة اميركية والبقاء في مواقعها في مركز المدينة وشمالها، وتكليف قوات الجيش استكمال التحرير». وأشار الى ان «اعتراضات سياسية ابدتها احزاب في مجلس المحافظة (لم يسمها) على سير المعارك التي تخوضها قوات الأمن، واشتكت خلال اجتماع عقد مع قادة الجيش من الدمار الذي حصل في غرب ووسط الرمادي، وطالبت بتلافي حصول ذلك مستقبلاً». وأكد مسؤولون محليون وقادة عسكريون صعوبة عودة الحياة الى المدينة، وعدم امكان اعادة النازحين بسبب الدمار الذي تعرضت له البنى التحتية، اضافة الى المكامن التي ما زالت قوات الامن تعمل على تفكيكها. وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» في بيان امس انها كلفت مهمة تحرير المحور الشرقي للرمادي، بدلاً من قوات مكافحة الارهاب، واضافت أن «التحالف الدولي يؤمن الغطاء الجوي». ولكن معلومات اخرى افادت أن سبب تأخير حسم المعارك يعود الى وقف القوات الأميركية دعمها الجوي والاستخباراتي، بسبب تحركات فصائل «الحشد الشعبي» قرب الرمادي. وقال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ الأنبار ل «الحياة»: «تلقينا معلومات غير مؤكدة مفادها أن القوات الاميركية مستاءة من قيام فصائل «الحشد الشعبي» بعمليات قريبة من الرمادي». وأوضح ان «فصائل الحشد المنتشرة جنوب شرقي الرمادي في مناطق الصقلاوية والبو شجل والرملة نفذت عمليات لتحرير هذه البلدات التي تحاصرها منذ اسابيع، وحققت تقدماً فيها». ولفت الى ان «مسؤولين اميركيين سبق ان ابلغوا شيوخ عشائر قبل شهور رفضهم مشاركة فصائل الحشد في معركة الرمادي، وأبدوا خشيتهم من دخول هذه الفصائل المدينة بعد تحريرها، مستغلة الفراغ الأمني».