علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى فتح جبهة جديدة ضد «داعش» في الأنبار لتحرير قضاء «هيت» القريب من قاعدة «عين الأسد»، حيث مئات الجنود الأميركيين، وتنفذ مروحيات إنزالات سرية لاستطلاع قوة التنظيم في المحافظة. ومن المقرر أن تصل خلال أيام الفرقة الأميركية المجوقلة إلى الأنبار، وقال وزير الدفاع أشتون كارتر إن مهامها ذات طابع بري ودعم التشكيلات المقاتلة المناهضة ل»داعش» في العراق وسورية وتنفيذ عمليات محدودة. وكشف شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر «هيت»» أن «القوات الأميركية الموجودة في قاعدة عين الأسد بحثت مع قيادة عمليات الجزيرة والبادية التابعة للجيش في إمكان فتح جبهة جديدة ضد داعش لتحرير القضاء بالتزامن مع عمليات الرمادي». وأضاف أن «قوات الجيش التي تضم الفرقة السابعة أبدت استعدادها لتنفيذ العملية وشرعت في استطلاع النواحي والبلدات في كبيسة والمحمدي والبو طيبان». ولفت النمراوي إلى أن «معلومات وصلت من داخل هيت تؤكد زرع داعش مكامن». وزاد أن «طيران التحالف الدولي شن غارات كثيفة على معاقل داعش شمال هيت، ومعمل الإسمنت في كبيسة أدت إلى قتل عناصر من التنظيم وتدمير مقراته، فيما شرع التنظيم بقطع الاتصالات الهاتفية في شكل كامل في المدينة بعد اتهام عدد من الأهالي بالتخابر مع القوات الأمنية وإعطائها إحداثيات». إلى ذلك، أكد النمراوي أن القوات الأميركية «تنفذ منذ أيام إنزالات جوية عدة في مناطق غرب الأنبار قرب الرطبة وهيت والبغدادي لاختبار دفاعات داعش في هذه البلدات التي يحتلها»، ورجح انطلاق عملية تحرير هيت خلال أسابيع. وينتشر مئات الجنود الأميركيين في قاعدة «عين الأسد» في ناحية «البغدادي» المحاصرة منذ شهور، وبدأ الجيش الأميركي توسيع القاعدة التي كان يديرها قبل انسحابه من البلاد نهاية 2011، لتشمل مطارات عسكرية وحواجز أمنية في محيطها. ورحب مسؤولو الأنبار بعزم واشنطن إرسال قوات برية إلى الأنبار، وأكدوا أن «المحافظة في حاجة إلى دعم دولي أكبر من الاكتفاء بالغارات الجوية»، فيما لم تبد الحكومة موقفاً حتى الآن. وأعلنت «قيادة عمليات الجزيرة والبادية» في بيان أمس أن قوة تابعة لها «استهدفت مقراً لداعش في وادي حوران قرب قضاء حديثة أسفرت عن قتل تسعة من عناصر التنظيم وتدمير ثلاث عجلات كانوا يستقلونها». وأضاف أن «داعش لديه مقار ومضافات ومخابئ للأسلحة في مناطق مختلفة من وادي حوران الذي يربط الحدود العراقية السورية السعودية وفيه تضاريس ووديان يستخدمها عناصر التنظيم في التنقل والاختباء». إلى ذلك، تواصل قوات الجيش عملياتها لتحرير مناطق شرق الرمادي حيث تواجه مقاومة عنيفة من «داعش»، وسط استياء محلي وعشائري من طول فترة تحرير هذه المناطق الصغيرة قياساً بالفترة التي تطلبها تحرير مركز المدينة قبل ثلاثة أسابيع. وطالب عضو مجلس محافظة الأنبار أركان الطرموز القوات الأمنية بالإسراع في تحرير شرق الرمادي في مناطق السجارية وجويبة وحصيبة، وأضاف أن «تحرير هذه المناطق سيسمح بعودة مئات النازحين لمناطقهم».