يواصل المسؤولون العراقيون جهودهم لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية في بغداد، خلال الأسابيع المقبلة، وقالت مصادر مطلعة إن خلافات بين الكتل السياسية حول إشراك بعض الشخصيات المعارضة للعملية السياسية تعرقل جهود اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وأعلن سياسي في كتلة «التحالف الوطني» (الشيعية)، مشترطاً عدم ذكر إسمه، ان «رئاسة الجمهورية والوزراء والبرلمان شكلت لجنة للإعداد لمؤتمر المصالحة، إلا ان المواقف المتعلقة بالشخصيات المقرر ان تشارك ما زالت محل جدل وخلاف بالنسبة الى التحالف الذي وضع بعض قادته خطوطاً حمراء على بعض الأسماء». وأضاف ان «هناك رغبة لدى بعض قادة التحالف بإنهاء المصالحة وإرساء تفاهمات قادرة على وضع حد للتوترات الأمنية والسياسية التي تشهدها البلاد. ولكن الأطراف الأخرى لا تقبل مناقشة أسماء الشخصيات المقرر دعوتها الى المؤتمر». وعن الشخصيات المعارضة التي يرفض التحالف الشيعي مشاركتها قال المصدر إن بينها «طارق الهاشمي» نائب رئيس الجمهورية السابق، ورافع العيساوي، وزير المال السابق، اضافة الى بعض الشخصيات البعثية وممثلي تيارات سلفية». من جهة أخرى، أكد النائب عن التحالف الوطني عباس البياتي ل «الحياة» ان «فكرة انعقاد مؤتمر للمصالحة لاقت ترحيباً من القوى السياسية كافة، وهناك مساعٍ جادة في هذا الإتجاه ولم يبقَ سوى تحديد الزمان والمكان». وقال زعيم ائتلاف «الوطنية» اياد علاوي أن «لا جدية في تحقيق مصالحة وطنية»، وشدد في بيان عقب لقائه السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز، على «ضرورة التقدم في المصالحة والوحدة الوطنية في موازاة الانتصارات العسكرية للحفاظ على المكتسبات وبناء قاعدة الأمن الاجتماعي». وأشار الى «عدم وجود الجدية في ملف المصالحة الوطنية»، معتبراً ان ما حصل في المقدادية من اعتداءات ذات طابع طائفي ومؤشر خطير في هذا الاتجاه». وكان رئيس البرلمان سليم الجبوري حذر من «جهات تحاول إفشال كل النجاحات والإنتصارات العراقية على تنظيم داعش بإحداث اضطرابات بعد جهد كبير حقق الأمن»، في إشارة الى أحداث وتداعيات تفجير المقدادية الانتحاري الذي نفذه التنظيم «داعش» الإثنين الماضي. وقال خلال لقائه رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق يان كوبيش إن «انتصارات الرمادي وعودة نازحي ديالي أحدثت زخماً لن تفشله بعض التصرفات المرفوضة لإحداث الفوضى من جديد»، ودعا المنظمة الدولية الى «رعاية حقوق الإنسان وتحقيق التعايش السلمي والمصالحة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي». وتربط قوى سياسية سنية نجاح مؤتمر المصالحة بإعادة النازحين والمصارحة بين الفرقاء السياسيين، فيما يطالب «التحالف الكردستاني» بتحقيق العدالة بين المكونات لإنجاح المؤتمر بمشاركة الأممالمتحدة.