أعلنت وزارة الخارجية العراقية الأحد الماضي رفع شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي في شأن دخول القوات التركية الى الاراضي العراقية، داعيةً المجلس إلى ضمان انسحاب فوري ومن دون شروط للقوات التركية من الأراضي العراقية. وقال الناطق باسم الوزارة أحمد جمال في بيان له إن «وزارة الخارجية العراقية قامت برفع شكوى رسمية إلى مجلس الأمن فيما يخص الخرق التركي لحرمة الأراضي العراقية وسيادة الدولة«، مبيناً أن هذه التجاوزات تسيء إلى العلاقات وحسن الجوار وتهدد الأمن والسلم بين البلدين. ومن جانب أخر، نفى المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) برت ماكغورك، سعي واشنطن لحشد قوات عربية- غربية برية لمواجهة «داعش» فى العراق، مؤكداً أن محاربة «داعش» على الأرض هي مهمة عراقية في الأساس. وقال ماكغورك، فى تصريح صحافي إن «العراقيين فقط هم من يحاربون داعش على الأرض«، لافتاً إلى أن «بلاده تقدم لهم المساعدة من القاعدة العسكرية الأميركية الموجودة في العراق فقط». وأوضح أن «بلاده تحترم السيادة العراقية ولا تفعل شيئاً في العراق من دون موافقة حكومة بغداد». وكانت رئيسة كتلة «إرادة» النائب حنان الفتلاوي قالت في وقت سابق على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» إن «عدد القوات الاجنبية التي ستدخل العراق يبلغ حوالي 100 الف مقاتل، 90 الفاً منهم من دول خليجية بقرار اميركي غير قابل للنقاش»، مستغربة «تناقض التصريحات بين الحكومة العراقيةوواشنطن في هذا الشأن». وبشأن التوغل العسكري التركي في الموصل الذي أثار أزمة بين بغدادوأنقرة، قال ماكجورك إن «الأتراك بدأوا حواراً مع بغداد في هذا الأمر، ونحن نرحب بهذه الجهود بين البلدين». من جهة أخرى، هدد عضو «هيئة الرأي» في «الحشد الشعبي» كريم النوري بمواجهة ما سماه ب«الاحتلال التركي» للأراضي والسيادة العراقية، متهماً أنقرة بالسعي لتنفيذ «التقسيم البايدني» في العراق، فيما وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ب«المتغطرس». وقال النوري في تصريح إن «الحشد الشعبي لا يفرق بين الاحتلال التركي والاحتلال الداعشي، وأن الذي مهد لداعش ووظف المطارات والأراضي التركية هو اردوغان»، لافتاً إلى أن «الموقف التركي يريد أن يمهد للتقسيم البايدني (في إشارة إلى دعوة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم شيعي وسني وكردي)». وأضاف النوري: «واجهنا داعش وسنواجه من يدعمه أو من يريد أن يكون بديلاً عنه، ولدينا خيارات مفتوحة أمام التدخل التركي».