واصل العراق تصعيد احتجاجاته على «التوغُّل» العسكري التركي قرب الموصل، فيما هدّدت فصائل شيعية مسلحة بضرب المصالح التركيّة، ووسّع تنظيم «داعش» هجماته ليضرب بسيارة مفخخة أمس مخفراً على الحدود العراقية – السعودية. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الوزير سيرغي لافروف بحث هاتفياً مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في «التوغُّل غير القانوني» لقواتٍ تركية في شمال العراق. وأشار بيان للوزارة إلى أن «الجانب الروسي عبّر عن موقفه الحاسم بدعم سيادة العراق وسلامة أراضيه». وحضر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ونائب رئيس «الحشد الشعبي» هادي العامري، تظاهرة حاشدة نظّمها «الحشد الشعبي» وسط بغداد، لمطالبة تركيا بسحب قواتها. وهدد العامري ب «مقاومة أي مشروع يستهدف وحدة العراق وسيادته»، فيما اعتبر المالكي وجود القوات التركية «غزواً». وكانت وزارة الخارجية العراقية أعلنت أمس تقديمها شكوى الى مجلس الأمن، مطالبةً إياه بأن «يضمن انسحاباً فورياً غير مشروط للقوات التركية الى الحدود المعترف بها بين البلدين». في غضون ذلك، أعلنت وسائل إعلام تركية عن زيارة رسمية لوفد يضم وزير الدفاع التركي إلى بغداد الثلثاء المقبل، لبحث أزمة توغُّل القوات التركية، في وقت هدد الرئيس رجب طيب أردوغان باتخاذ «إجراءات ضد المنظمات الإرهابية التي يعجّ بها العراق». وقال إن «العراق يعجّ بالمنظمات التي تشكل تهديداً لتركيا، وفي مقدمها تنظيم داعش، ونقول للحكومة المركزية العراقية، إذا لم تتمكنوا من اتخاذ التدابير الضرورية إزاء التهديدات الموجّهة ضد بلدنا، فنحن سنتخذها». في المقابل هددت جماعة شيعية مسلّحة تطلق على نفسها «فرق الموت»، كانت خَطَفَت 18 عاملاً تركياً، بضرب المصالح التركية في العراق. وظهر ستة ملثّمين يحملون أسلحة في شريط فيديو، وخلفهم لافتة كُتبت عليها عبارات «لبيك يا حسين... فرق الموت» و «وجود جيش تركي على الأراضي العراقية يُعدّ احتلالاً»، و «على أردوغان الطائش سحب جنوده». أمنياً، سُجِّلت عشرات الإصابات بين قتيل وجريح في صفوف الجيش العراقي، وذلك بتفجير انتحاري تبناه تنظيم «داعش» واستهدف مخفراً حدودياً بين العراق والسعودية جنوب الأنبار. وأعلنت وزارة الداخلية العراقية إصابة أبو علي الأنباري المساعد الأول لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وقَتل عدد من قادة «داعش» في منطقة الجزيرة الحدودية مع سورية. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أمس أن «شاحنة مفخّخة «يقودها انتحاري انفجرت في منطقة مخفر محفور مجنة في منطقة الطبعات في الرطبة، وأسفرت عن استشهاد آمر الفوج الأول التابع للواء الخامس بقيادة حرس الحدود و5 جنود وإصابة 10 آخرين». وتبنّى «داعش» الهجوم الانتحاري، وأكد في بيان تناولته مواقع تابعة له، أن الهجوم نفذه أبو علي الأنصاري بشاحنه مفخّخة، واستهدف مقراً للجيش في منطقة النخيب جنود الرمادي. وعرض التنظيم صوراً للانتحاري.