اعتبر المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الصدامات بين فصائل «الحشد الشعبي» و»البيشمركة» في قضاء طوزخورماتو «مؤشراً خطيراً»، وطالب بعدم استغلال الظروف «لفرض أمر واقع في بعض المناطق»، مشدداً على «ضرورة إدامة زخم المعركة ضد داعش». وقال ممثل السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة أمس ان «التحدي الأكبر والأخطر أمام العراقيين، على مختلف أديانهم وطوائفهم هي المعركة مع «داعش» الذي شملت جرائمه مختلف بقاع الأرض، وكان منها تفجير الطائرة الروسية وتفجيرات بيروت وباريس التي ذهب ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء». وأضاف ان «العراقيين هم في مقدم من يقاتل «داعش» ويسعى إلى كسر شوكته ويسهم في القضاء عليه، وكانت لهم انتصارات مهمة»، وأكد ان «النصر النهائي سيعود بثماره ومعطياته على جميع العراقيين وليس على بعضهم دون بعض». ولفت الى ضرورة «توحد جميع المكونات وتوظيف كل طاقاتها وإمكانتها لمعركة هي واحدة للجميع»، ودعا الى «عدم السماح بانحراف المعركة عن مسارها الصحيح وعدم إعطاء مجال لزرع الفتنة والإحتراب كونها لا تفيد الا داعش». واعتبر ما حصل في قضاء طوزخورماتو «من صدامات وأعمال عنف وتخريب مؤشراً خطيراً يتطلب من أصحاب العقل والحكمة من جميع الأطراف اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثله والحفاظ على التعايش السلمي بين جميع المكونات على أساس سيادة القانون». وطالب «من بيدهم الأمر بعدم استغلال الظروف الحالية لفرض أمر واقع في بعض المناطق وفق رؤاهم وتصوراتهم»، وحذّر من أن «ذلك سيؤدي إلى مزيد من التعقيدات التي لا مصلحة فيها بل تؤدي إلى خسران الجميع». وزاد ان «المعركة ضد «داعش» هي تجل لقيم الإمام الحسين من خلال المقاتلين بمختلف عناوينهم الذين يرابطون في الجبهات ليجسدوا قيم الفداء والتضحية من أجل الحفاظ على هذا البلد». وأشار الى أن «ذلك يتم بتعزيز روح الصمود وإرادة القتال ودعم المقاتلين بالمعونة والرجال الأشداء أولي البأس لتطهير أرض العراق». ولفت الى ان «الشعب الذي استطاع أن يتحدى الإرهاب وسياراته المفخخة وحقق الإنتصار في الكثير من المعارك قادر على إدامة زخم الإنتصارات في المعركة لبلوغ النصر النهائي». الى ذلك، قال خطيب الجمعة في النجف علي الطالقاني التابع ل «التيار الصدري» ان «ثورة إنسانية وشيكة الوقوع في العراق والشرق الأوسط نحذر منها إن لم تتوقف النزوات الفاقدة نبرة الإعتدال والشعور بالمسؤولية تجاه الشعوب أو تجاه الإنسان في الشرق المسلم». وأضاف أن «الثورة الإنسانية ستقلب الطاولة على الكثيرين حينما تتخذ الجماهير قرارها بأنه لا يوجد احترام للإنسان للعيش بسلام وحرية وحياة كريمة». وأشار الى ان «المآسي التي يمر بها مجتمعنا ووطننا لا بد أن تحفزنا بطريقة تفكير جديدة وعمل جديد من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كرامتنا وعزتنا ووجودنا التي أصبحت نهباً وقرابين للطغاة والسرّاق والخونة».