رحّب المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني، أمس، بتحرير مدينة تكريت من تنظيم «داعش»، لكنه دعا القوات الأمنية و «الحشد الشعبي» إلى الحفاظ على ممتلكات السكان، والعمل على تسليح العشائر للمشاركة في عمليات التحرير والإمساك بالأرض. وقال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي، خلال صلاة الجمعة أمس، إن «القوات المسلّحة ومن يساندها من المتطوعين وأبناء العشائر الأصيلة في صلاح الدين وأبناء تكريت، أضافوا جميعاً نصراً مميزاً آخر إلى سجل الانتصارات العراقية، لتحريرهم هذه المدينة المهمة من الإرهابيين، ونبارك للشعب العراقي وقواته المسلّحة ملاحم التضحية والبطولة التي سطروها في هذه المعركة». وأضاف أنه «قيل الكثير عما تقوم به عصابات داعش الإرهابية من تفخيخ المباني والطرقات والتلال الوهمية، واعتبر بعضهم أنها تؤخر تقدّم القوات الأمنية لتحرير المدينة إلى أمد غير قصير، وتبيّن أن الخطط العسكرية استوعبت كل المعوقات، معتمدةً على الإرادة الصلبة والشجاعة للمقاتلين الأبطال الذين وثقوا بأنفسهم واعتمدوا على الله وحققوا الانتصار الرائع». وأشار الكربلائي إلى أنه «ليس من الصعوبة على قواتنا المسلحة والمتطوعين من الحشد الشعبي وأبناء المناطق المتبقية، أن يحققوا انتصارات مماثلة لما حصل في مدينة تكريت، وينجحوا في تحرير بقية المناطق إذا عقدوا العزم على ذلك». وشدّد على «ضرورة الثقة بقدرات مقاتلينا، ووضع الخطط المناسبة المبنية على مشاركة أبناء العشائر الأصيلة والمواطنين الغيارى في عمليات التحرير، ولا ينبغي الاهتمام لما تهوّله من تضخيم قدرات العدو، وقد أثبتت معارك تكريت وجرف الصخر وبلد ضعف هذه التنظيمات أمام القوات الأمنية». وأكد ممثل المرجعية، أن «المعركة مع الإرهابيين يكتنفها العديد من التعقيدات في الساحة الإقليمية، وتتقاطع معها مصالح أطراف مختلفة، ويحاول البعض توظيف هذه المعركة لتحقيق أجندات خاصة ومصالح سياسية مستقبلية في العراق والمنطقة، وعلى جميع الأطراف العراقية أن تنظر إلى هذه المعركة بعين المصلحة الوطنية العليا بعيداً من مصالح الآخرين، إلا بقدر ما ينسجم مع مصالح العراقيين». وزاد أن «المطلوب من الحكومة العراقية والقوات المسلحة ومن يساندها، الاهتمام بحفظ وحراسة ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها، وعدم السماح لأي كان بالتعدي عليها، وأن هذا الأمر واجب ديني وأخلاقي، وله دور في ترغيب من لم يقرر بعد تحرير مناطقه لكي يقرر المشاركة فيه». وأكد الكربلائي ضرورة «الاهتمام بالمتطوعين وصرف رواتب من تأخرت رواتبهم لأشهر عدة، ودعم العشائر الأصيلة ممن يوثق في مواقفها الوطنية، ودعمها بسلاح وعتاد ومؤنة لتشارك في تحرير مناطقها، فإن لذلك دوراً أساسياً في تحقيق عودة الأمن الى هذه المناطق». وتابع أن «مجالس المحافظات والحكومات المحلية، بدأت بوضع خطط الاهتمام بعوائل الشهداء وبناء دور السكن لهم، والمأمول استكمالها من جانب الحكومة الاتحادية»، وشدّد على ضرورة «الإسراع في صرف رواتب عوائل الشهداء لإنجاز معاملاتهم، ووضع خطط لرعاية أولادهم وتوفير فرص العيش الكريم لهم». كذلك، حذّر المرجع الديني محمد تقي المدرسي، من «فتنة النصر في تكريت»، وقال في بيان أمس، إن «على الشعب العراقي والمسؤولين في الحكومة والقوات الأمنية، الانتباه جيداً إلى فتنة النصر والالتزام بالقيم وعدم المساس بأهالي تكريت واحترامهم لأنهم ضحايا داعش». وشدد على ضرورة أن «لا يصدر من مقاتلي الجيش والحشد الشعبي وفصائل المقاومة، أي تصرف غير مسؤول أو كلمة نابية فرحاً بالنصر»، وأشار إلى أن «النصر في تكريت كان عراقياً بامتياز وساهمت فيه كل شرائح المجتمع».