أعلن المرجع الديني الأعلى علي السيستاني إن تصرفات بعض المقاتلين الذين يشاركون في الهجمات على تنظيم «الدولة الإسلامية غير مقبولة»، لكنه رفض أن تعمم هذه الحالات على جميع المقاتلين، وأشاد بتقدم قوات الجيش و «البيشمركة». وقال ممثل المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة أمس: «نحيي ونشيد بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش والبيشمركة ومتطوعو الحشد الشعبي والعشائر في بعض مدن البلاد ضد الإرهاب». وأضاف أن «أولئك المقاتلين عبروا عن التلاحم الوطني لأنهم يمثلون مختلف مكونات الشعب العراقي ولولاهم لما تحقق النصر»، ودعا «السياسيين ومن يعملون في الدولة، في كل مواقعهم، إلى أخذ الدروس والعبر والاقتداء بالمقاتلين الذين يدافعون عن الأرض والمقدسات». وأكد أن «الخروج من أوضاع البلد المأسوية، وتحقيق مطالب الشعب يتطلب تجسيد مواقف هؤلاء الأبطال وتوحدهم في العمل السياسي والأمني والإداري وغيره». وطالب «أعضاء البرلمان والحكومة والأحزاب والكتل السياسية والجهات الدينية والإعلامية بإدامة الدعم المعنوي واللوجستي للمقاتلين والحفاظ على زخم الانتصارات التي حققوها». وشدد على «ضرورة الابتعاد عن لغة التعميم باتهام صنوف من المقاتلين الذين يمارسون ممارسات غير مقبولة وهي لا تمثل النهج العام»، وشدد على «حرمة التعرض لأيّ مواطن بريء في دمه وماله وعرضه». كما طالب الجميع «بالتعاون لوقف آفة الفساد المالي والإداري المستشري في مؤسسات الدولة والقضاء على الفساد المقنن في الرواتب والتعيينات والامتيازات التي تهدف إلى إرضاء الكتل والأحزاب والقادة السياسيين». وكانت هيئة علماء المسلمين استنكرت أول من أمس تصرف الأجهزة الأمنية وعناصر «الحشد الشعبي»، كما استنكر الوقف السني ظاهرة الاعتداء على مواطنين أبرياء في أماكن القتال ضد تنظيم «داعش». وأفادت هيئة العلماء في بيان، أن «قوة من اللواءين 55 و60 التابعين للفرقة 17 وميليشيات الحشد الطائفي المرافقة، قامت بعد سيطرتها على مناطق دويليبة والرفوش وقسم من منطقة المحاسنة والسعدان ومنطقة صدر اليوسفية في قضاء أبي غريب، بسرقة ممتلكات المواطنين من منازلهم ومحلاتهم التجارية التي اضطروا لتركها بسبب شدة المعارك، كما أقدمت على إحراق الممتلكات والمنازل التي لم تتمكن من سرقتها». وأضاف البيان أن «الجريمة نفسها تكررت أمس وأول من أمس في قضاء بيجي، في محافظة صلاح الدين وناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى، حيث قامت تلك القوات المسعورة بسرقة ممتلكات المواطنين، وأحرقت ما يمكن إحراقه منها». ولفت الى أن «هذه القوات أقدمت على إحراق جامع أبي حنيفة، وتدمير جامع التواب الرحيم في مركز مدينة جلولاء، بالإضافة الى تفجير جامع النقشبندية في ناحية السعدية». واتهم رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي تنظيم «داعش» و «الميليشيات» بتنفيذ «عمليات تطهير عرقي ضد أبناء محافظات ومدن بابل وسامراء وديالى والموصل»، وناشد «المرجعية الدينية في النجف الوقوف في وجه الميليشيات»، وأكد أن «أوقاف المسلمين تتعرض للاعتداء والاغتصاب والتزوير». الى ذلك، أشاد رجل الدين صدر الدين القبانجي في خطبة الجمعة في النجف أمس بالتقدم والانتصارات التي تحققها القوات الأمنية وقوات «الحشد الشعبي» وتطهير المناطق من «داعش»، ولفت إلى أن «تحرير ديالى أصبح قريباً». وقال إن «الدولة مسؤولة عن تمويل المجاهدين وتوفير الدعم الكامل لهم وتأمين حقوق الجرحى وعائلات الشهداء».