تصاعدت التوترات بين الصين والدول المجاورة لها، بعدما حولت بكين الشعاب المرجانية في بحر الصينالجنوبي إلى جزر صغيرة قادرة على دعم المنشآت العسكرية. وأعلنت الولاياتالمتحدة رفضها ما قامت به الصين، معتبرة أنه «يهدد حرية الملاحة»، ما زاد التوتر بين البلدين في ظل معلومات عن نية واشنطن تحدي مزاعم بكين بالسيادة على المنطقة. وانتقدت وسائل الإعلام الصينيةالولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي بسبب «الاستفزازات المتواصلة» في شأن بحر الصينالجنوبي، مع توقعات بأن ترسل واشنطن سفناً حربية قرب الحواجز الاصطناعية التي بنتها بكين في المياه المتنازع عليها. ودان مقال افتتاحي في صحيفة «غلوبال تايمز» القريبة من الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، تدخلات الولاياتالمتحدة في مسألة بحر الصينالجنوبي، مضيفاً أنه «يجب على بكين ألا تتسامح مع الإنتهاكات الأميركية التي تفشت في المياه المتاخمة للبلاد». وطالب المقال الجيش الصيني بأن «يكون جاهزاً لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقاً لمستوى الاستفزاز من واشنطن». وكانت وزارة الدفاع الصينية اتهمت الولاياتالمتحدة في تموز (يوليو) الماضي، بتحويل بحر الصينالجنوبي «منطقة عسكرية»، بتنفيذ دوريات وتدريبات عسكرية مشتركة هناك. وثار غضب الصين بسبب توغلات البحرية والقوات الجوية الأميركية عبر مياه تطالب الصين بالسيادة عليها، وكثفت الولاياتالمتحدة الاتصالات العسكرية والتدريبات مع حلفاء في المنطقة، مثل الفيليبين التي تطالب أيضاً بالسيادة على مناطق في بحر الصينالجنوبي. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية يانغ يوغون إن «واشنطن تبالغ في تصوير الخطر الصيني، وتحاول الوقيعة بين الصين ودول أخرى تطالب بالسيادة». يذكر أن حاملة الطائرات الوحيدة في الصين «لياونينغ» استضافت قبل أسبوع، ضباطاً بارزين في البحرية الأميركية. وأعلنت البحرية الصينية أن الوفد الذي ضمّ 27 ضابطاً صعد إلى «لياونينغ»، حيث أجرى محادثات في شأن «إدارة المناورات، وتدريب الموظفين، والحماية الطبية والاستراتيجيات في تطوير حاملات الطائرات». وكان 29 ضابطاً في البحرية الصينية زاروا للولايات المتحدة لمدة أسبوع في شباط (فبراير) الماضي. وتأتي أهمية بحر الصينالجنوبي بسبب عبور ثلث الشحنات البحرية العالمية في مياهه، كما يُعتقد أنه يحتوي على احتياطات هائلة من النفط والغاز الطبيعي في قاعه، ويعد أكبر بحر في العالم، بالإضافة إلى البحر المتوسط بعد المحيطات الخمسة. وتزعم بكين أحقيتها ببحر الصينالجنوبي بأكمله تقريباً، ما أثار غضب عدد من جيرانها الآسيويين، فيما تزعم فيتنام وتايوان وماليزيا وبروناي واندونيسيا أحقية كل منها بالمساحة البالغة 3.5 مليون كيلومتر مربع، الغنية بالمواد الخام. ويوجد خلاف ديبلوماسي بين الفيليبين والصين حول المنطقة، إذ قالت مانيلا إن «الخط الحدودي الذي ترسمه الصين غير قانوني وفقاً لميثاق الأممالمتحدة في شأن قانون البحر». وطلبت الفيليبين عام 2013 من المحكمة الدائمة للتحكيم إعلان بطلان معظم مزاعم الصين البحرية في المنطقة المتنازع عليها، فيما ردت بكين قائلة إن «المحكمة ليست مخولة للنظر في القضية». وفي آب (أغسطس) الماضي، طلبت الفيليبين مساعدة الولاياتالمتحدة في مراقبة تطورات ما يحدث في بحر الصينالجنوبي ساعة بساعة، وأن تقوم بعمليات مراقبة واستكشاف وسط توسعات صينية سريعة في المنطقة. وقال الكولونيل رستيتو باديا إن «وزارة الدفاع الفيليبينية طلبت من قائد القيادة العسكرية الأميركية في منطقة المحيط الهادي الأميرال هاري هاريس توفير غطاء جوي لسفينة مدنية فيليبينية تنقل في شكل دائم امدادات إلى منطقة ساكند توماس شول في المياه المتنازع عليها»، مضيفاً: «نريد من الجيش الأميركي أن يراقب سفننا التي تحاول الصين اعتراض طريقها كلما حاولت نقل قوات وامدادات إلى سفينة جانحة في مياه ايونغين الضحلة». والأسبوع الماضي، أبلغ وزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان نظراءه في «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان)، أن بلاده تقترح إجراء تدريبات بحرية مشتركة مع دول الرابطة العام المقبل على المجابهة العارضة والبحث والإنقاذ في بحر الصينالجنوبي. ونشرت تعليقات الوزير التي أدلى بها في اجتماع غير رسمي في بكين، في المدونة الرسمية لوزارة الدفاع.