تعكف الولاياتالمتحدة على تنفيذ استراتيجية جديدة لمواجهة «داعش» في الأنبار، تتضمن مشاركة أكبر لقواتها غير القتالية، وتسليح أبناء العشائر المناهضة للتنظيم، بعد فشل الحملة العسكرية التي أعلنتها الحكومة منذ شهرين لاسترجاع الرمادي، وسط استياء محلي. ووصل الى قاعدة «الحبانية»، جنوب الرمادي، أول من أمس 164 عسكرياً أميركياً، مهمتهم التنسيق والتنقل بين المعسكرات المنتشرة حول الحبانية، ولكن مسؤولين محليين أكدوا ان الغرض من قدومهم حماية مئات المستشارين أثناء تنقلهم وليس المشاركة في عمليات قتالية ميدانية ضد «داعش». وقال عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي ل «الحياة» ان «الولاياتالمتحدة زادت وتيرة تدريب وتسليح المئات من المقاتلين بعد تراجع زخم المعارك قليلاً في المحافظة». وأشار الى انه «خلال الشهرين المقبلين سيكون هناك نحو 10 آلاف مقاتل مدرب على حرب الشوارع مع أسلحة جيدة». واضاف ان «هناك العديد من المعسكرات التي يجري فيها تدريب مقاتلي الأنبار أهمها قاعدتا الجبانية وعين الأسد في المحافظة والتاجي في بغداد»، ولفت الى ان «الولاياتالمتحدة تواصل تقديم الدعم اللوجستي والاستشاري لخطوط المعارك المتقدمة في الرمادي». ونفى وجود قوات أميركية تشارك في المعارك ضد «داعش»، وقال ان الدور الاميركي يتضمن التدريب والتسليح والاستشارة، وهناك قوات أميركية قتالية مكلفة حماية المستشارين أثناء تنقلهم بين المعسكرات. وتشير معطيات المعارك في الأنبار إلى تراجع زخم القوات الأمنية العراقية التي اتخذت موقف الدفاع، وفشلت في اقتحام الرمادي، خلال الفترة التي حددها رئيس الوزراء حيدر العبادي بشهر واحد من انطلاق العمليات في تموز (يوليو) الماضي. الى ذلك، قال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة» ان «المعارك ضد داعش تراجعت، وفصائل من الحشد الشعبي انسحبت من مواقعها منذ اندلاع التظاهرات في بغداد». واضاف ان «هذه الفصائل التزمت مواقع بعيدة عن المعارك لكنها ما زالت في الأنبار». واضاف ان «الولاياتالمتحدة أبلغت إلى مسؤولين محليين وشيوخ عشائر خيبة أملها من تراجع زخم المعارك، وتتجه حالياً الى دعم المقاتلين المحليين من المتطوعين في صفوف قوات الامن، من أبناء العشائر». وأكد ان واشنطن «أعربت عن نيتها تسليح أبناء العشائر المناهضين ل «داعش» من دون اشتراط تطوعهم بشكل رسمي». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع امس ان قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن سلحت مقاتلي العشائر بأسلحة خفيفة ومتوسطة، بعلم الحكومة، وأشادت بدور التحالف في المعركة الدائرة ضد «داعش». وأوضحت الوزارة في بيان ان «قوات التحالف الدولي قدمت على مدار الشهور الماضية جهداً مميزاً في دعم قواتنا بمئات الضربات الجوية في مختلف قواطع العمليات واستطاعت من خلالها إيقاع خسائر فادحة بالعدو، مما كان له الأثر البالغ في تدعيم موقف قواتنا على الأرض. مثل الدعم الجوي لقواتنا في قاطع عمليات الانبار في ليلة 10 أيلول (سبتمبر) الماضي في المنطقة الكائنة أمام جسر البوعيثه اذ استهدف طيران التحالف الصديق مواقع العدو ب 27 غاره خلال ساعة واحدة أسهمت في حسم الموقف لصالح قواتنا التي تمكنت من إعادة ترتيب مواقعها في ذلك المكان». ولفتت الى ان «وزارة الدفاع تود التأكيد مرة أخرى أن التحالف الدولي يقدم دعماً مميزاً آخر في مجالات المشورة، والدعم اللوجستي والاستخباراتي، فضلاً عن جهد التدريب المميز لقواتنا، كما ولا يمكن إغفال حقيقة الإسناد الذي يقوم به التحالف في تجهيز أبناء العشائر العراقية المقاتلة في المنطقة الغربية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وعبر آليات الحكومة العراقية المركزية». على صعيد آخر، توجه محافظ الأنبار صهيب الراوي إلى برلين ومنها إلى بروكسيل، للمشاركة في مؤتمرات يعقدها التحالف الدولي لدعم وتدريب الشرطة وإعمار المحافظة بالتنسيق مع الحكومة المركزية.