أعلن الناطق الجديد باسم الشؤون الخارجية في حزب العمال البريطاني هيلاري بين أمس، ان الحزب المعارض سيدشن حملة لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي «مهما كانت الظروف». وصرح بين ل «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي): «سنبقى ونحارب معاً من أجل أوروبا أفضل»، علماً أن جيرمي كوربن الذي فاز بزعامة الحزب السبت الماضي رفض عضوية بريطانيا في تكتل سبق الاتحاد خلال استفتاء عام 1975. ولا شك في أن الفوز الكبير للمتشدد كوربن بنسبة 59.9 في المئة من الأصوات والذي جعله يتفوق بفارق نقطتين ونصف نقطة على رصيد الزعيم السابق توني بلير عام 1994، كشف وجود ازمة وجودية في صفوف الحزب مردها حماسة القاعدة وتردد القيادة. وفيما درجت العادة الا تتهاون الصحافة اليمينية في مهاجمة حزب العمال، عنونت «صنداي تلغراف»: «موت حزب العمال الجديد»، في اشارة الى رفض كوربن سياسات التقشف، ما يشكل إعادة تموضع للحزب الذي قاده بلير نحو الوسط في التسعينات، وحوّله في اتجاه اقتصاد السوق. وتابعت الصحيفة: «لم يمت حزب العمال، لكن البليرية بلى، إذ قضى جيريمي عليها بالكامل»، فيما توقعت «صنداي تايمز» مواجهة الحزب فترات عصيبة، وكتبت: «بدأ كوربن حرباً داخلية». وحذرت الوزيرة السابقة في ادارة بلير، مارغريت بيكيت، من ان «حزباً مقسوماً لا يفوز»، منتقدة ضمناً أسلوب كوربن المتمرد. وأضافت: «يجب تولي السلطة لتحقيق التغيير، والكلام والاحتجاج والتظاهر لا تؤدي الى اي تقدم». وفي مؤشر الى الصعوبات المقبلة رفضت شخصيات من الحزب العمال مع كوربن، اما رئيس الوزراء ديفيد كاميرون فصرح بأن زعامة كوربن المندفع من اجل السلام «ستشكل خطراً على الأمن القومي». وأمام خطر الانقسام، دعا الرئيس الجديد كل فرد الى التحلي بالمسؤولية، معتبراً ان انتخابه يمنحه «تفويضاً استثنائياً» لإعادة الحزب الى سكته بعد الخسارة امام محافظي ديفيد كاميرون في الانتخابات الاشتراعية التي اجريت في ايار (مايو) الماضي. ويتوقع ان تظهر في الايام المقبلة مؤشرات كثيرة حول وضع حزب المعارضة البريطاني، مع تشكيل كوربن حكومة الظل وصوغ رد الحزب على مشروع الحكومة لتشديد القوانين الخاصة بالحق في الاضراب. وسيلقى الرئيس الجديد في هذا الملف وموضوع الترسانة النووية البريطانية والاستفتاء حول عضوية الاتحاد الاوروبي مقاومة كبيرة من البرلمانيين العماليين الذين يدعمونه في شكل محدود. وأفاد النائب العمالي سايمن دانزوك ان «كوربن يجب ان يجتياز تجارب حاسمة لإقناع البرلمانيين بأن الهدف الحقيقي هو كسب انتخابات 2020، وليس خوض تجربة ايديولوجية».