سيطرت المقاومة على مدينة العين في محافظة أبين اليمنية، وتقدّمت في مدينة تعز. وقُتِل أربعة أشخاص وجرح سبعة بتفجير سيارة مفخّخة في صنعاء أمس قرب مسجد تابع لطائفة «البهرة الإسماعيليين». وألحق الانفجار أضراراً بالمنازل المجاورة، في حين أعلن تنظيم «داعش» عبر حساب له في «تويتر» مسؤوليته عن التفجير. في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين القوات الموالية للحكومة الشرعية اليمنية ومعها مسلحو «المقاومة الشعبية» من جهة، وبين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى. وشنّ طيران التحالف غارات على مواقع للجماعة وتعزيزات عسكرية لها متجهة إلى مناطق الجنوب، وقصف تحصيناتها في قاعدة العند الجوية، مع اقتراب القوات الحكومية من السيطرة عليها. وفيما أكدت مصادر المقاومة مقتل 30 حوثياً في معارك دارت شمال عدن وقرب مدينة الحوطة (عاصمة محافظة لحج)، أفادت بأن المقاومة سيطرت على مدينة العين في مديرية لودر التابعة لمحافظة أبين، وأحرزت تقدُّماً على مختلف جبهات القتال في مدينة تعز. وذكرت المصادر أن مسلحي المقاومة والقوات الموالية للحكومة تقدموا نحو منطقة المحلة والجلاجل التي تبعُد نحو أربعة كيلومترات عن مدينة الحوطة، وأكدت أنهم قطعوا طرق إمدادات الحوثيين من تعز، وأن سقوط قاعدة العند التي تسيطر عليها الجماعة «باتت مسألة وقت». وأفادت مصادر في محافظة أبين بأن طيران التحالف واصل ضرب مواقع الحوثيين وقوات علي صالح في مدينة لودر، ودمَّر آليات لهم كما استهدف تعزيزات عسكرية وتجمعات للحوثيين بين البيضاء وأبين في «مدرسة ثرة ووادي ثرة وحصن الحماطي والمركز الصحي في منطقة الحضن». وشددت مصادر «المقاومة الشعبية» على أن مسلّحيها سيطروا على مدينة العين في مديرية لودر، إلى جانب مناطق واسعة في المديرية الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وأشارت إلى أن طيران التحالف استهدف مواقع للجماعة والقوات الموالية لها في مدينة زنجبار كبرى مدن محافظة أبين، وفي قاعدة العند الجوية ومحيطها في محافظة لحج. وقُتِل خمسة حوثيين في هجوم استهدف دورية لهم في مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة، وأعلن مسلحو المقاومة في محافظة إب أنهم استهدفوا تعزيزات حوثية في مديرية الرضمة، كانت متوجّهة إلى محافظة الضالع، ما أدى إلى تدمير آليتين وقتل سبعة حوثيين. وقالت مصادر المقاومة في مدينة تعز (جنوب غرب) إن مقاتليها تقدّموا في شارعَيْ الأربعين والستّين وفي المجلية والنقطة الرابعة، كما تقدموا في مديرية «مشرعة وحدنان» على رغم الحصار الحوثي والقصف العشوائي على منازل المواطنين. وشن طيران التحالف غارات على مواقع للحوثيين في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين، أفادت مصادر محلية وعسكرية بأنها شملت مديريات حرض وميدي وساقين وحيدان، في ظل محاولات لميليشيا الحوثيين لمهاجمة الأراضي السعودية بالقذائف الصاروخية. وتلقّى الحوثيون قبل أيام قليلة، أقسى هزائمهم في عدن على يد القوات الموالية للحكومة الشرعية وبدعم من قوات التحالف، وما زالوا يخوضون معارك ضارية للحيلولة دون خسارة مناطق أخرى في لحج وأبين وتعز ومأرب والضالع. ونقلت وكالة «رويترز» عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أن طرفي الصراع في اليمن لم يلتزما الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي لمدة خمسة أيام. وحضّ على مضاعفة الجهود لترسيخ الهدنة، معلناً أمام مجلس الأمن انه سيزور اليمن للاطلاع على حاجات شعبه. وتحدثت مصادر في عدن ل«الحياة» في الرياض أمس أن القوات الشرعية تمكنت من قطع خط الإمدادات الواصل إلى الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين الواقعة إلى الشرق من عدن. وأشارت إلى تمكن القوات الموالية للشرعية من تحرير جبهة اللحوم التي تمثل المدخل الشمالي لمدينة عدن، الواقعة باتجاه محافظة لحج. وأضافت أنه تم تمشيط منطقة بني سعد بما فيها حي البساتين. وسيطرت القوات الشرعية على منطقة العين الواقعة شرق عدن، حيث تحولت المواجهات نحو مدينة لودر، الشريان الرئيسي المغذي للميليشيات الحوثية وقوات صالح في مدينة شقرة وزنجبار. وإلى الشمال الغربي من عدن، طردت القوات الموالية للشرعية القوات المتمردة من حي «غازي علوان»، الذي شهد طوال الأشهر الأربعة الماضية معارك ضارية. واستطاعت القوات النظامية مدعومة بطائرات قوات التحالف من الالتفاف على الميليشيات الحوثية وقوات صالح، في كل من منطقة العلم (غرب عدن) ومدينة صدر شمالاً، وبذلك تم قطع الجسور الرئيسية التي كانت تغذي قوات المتمردين بالسلاح لمهاجمة عدن. إلى ذلك، التقى وزير حقوق الإنسان اليمني عزالدين الأصبحي أمس رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان بالجامعة العربية هادي اليامي. وجرى خلال اللقاء عرض الوضع المأسوي الذي تعيشه اليمن، جراء الانتهاكات الممنهجة التي قامت بها الميليشيات الحوثية وصالح ضد المدنيين. وقال الأصبحي إن التمرد المسلح يشكل اعتداء مباشراً ومتواصلاً على حق الشعوب في تقرير مصيرها، خصوصاً حرية الشعب اليمني في اختيار نظامه السياسي، وحقه في العيش تحت ظل السيادة الوطنية والوحدة الترابية، التي جاءت في مقدم الحقوق الواردة في الميثاق العربي لحقوق الإنسان. ومن جانبه، أكد اليامي دعم مسار حقوق الإنسان باليمن وتلبية دعوة الحكومة اليمنية إلى زيارة عدن وتعز. وأوضح أن نتائج التمرد المسلح والنزاع بين الحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية من جهة وفصائل التمرد المسلح، أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية لملايين اليمنيين، فضلاً عن النزوح الداخلي وتفاقم اللجوء، وانهيار مؤسسات الدولة بما فيها المرافق الأساسية.