تدفع الأندية السعودية في الوقت الراهن ثمنا باهظا للحالة الهستيرية التي انتابت بورصة الانتقالات المحلية في بيع عقود اللاعبين السعوديين في منتصف العقد الماضي .. !!كانت تلك الفترة الجنونية تؤسس لأزمة مالية حقيقية للأندية .. لم يتنبه لها إلا من كان ينظر للمستقبل من كل الزوايا وليس من زاوية واحدة .. وكان التيار القوي المدافع عن نظرية استحقاق اللاعب المحلي لتلك الملايين الطائرة من هنا وهناك يغوص في دوامة معارك التحدي ربما كانت من أجل شخص أو اثنين .. ولا علاقة لتلك المعارك بالمنطق الرياضي والحالة الواقعية للأندية .. ولكن للأسف الشديد ذلك الصوت اندفع معه الكثير بقصد أو بدون قصد .. وداست عجلة التسرع آنذاك كل الأصوات التي كانت تنادي بوقف القفزة الجنونية في مبالغ الانتقالات .. !! ويبدو أن الأندية منذ الموسم الماضي .. وبعد قرار تقليص عدد اللاعبين المحترفين فيها .. صحت من غفوتها .. فلم يعد بمقدورها أن تجلب لاعبا أو اثنين إلا بكامل ما وجد في خزينتها .. فالمرحلة الجنونية في سوق الانتقالات مازالت تبعاتها سارية المفعول ..!! حتى الأندية الكبيرة التي دخلت في سباق المرحلة الجنونية .. وفي مقدمتها الاتحاد والهلال ومن بعدهما النصر هي الأخرى باتت تعاني من هذه الأزمة .. لذلك قلت حركتها في جلب لاعبين من أندية أخرى ..!! أعتقد أن العرض يفوق الطلب في الوقت الراهن .. وتقليص عدد اللاعبين في كل فريق وضع الأندية في مأزق كبير جدا .. والحل أن يدرك اللاعب وناديه أن زمن الملايين الطائرة لن يتكرر .. ولن يعود .. ذهب من غير رجعة .. فالسهلاوي هو آخر الصفقات الطائرة المحملة بالملايين .. فما تعانيه الأندية من أزمة مالية تجبرها على التقشف وشد الحزام ما عدا قصة الاتحاد مع راشد وهي قصة غريبة عجيبة في زمن الشح المادي في خزائن الأندية ..!! ومما يؤكد المعادلة الجديدة .. قلة الانتقالات في هذا الموسم .. وضعف الصفقات .. وندرة المفاوضات ..!! والملاحظ أن هذه الأزمة لم تستطع أن تقف في وجه موضة المعسكرات الخارجية .. فهناك موضة سارت عليها الأندية الكبيرة منذ ما يقارب الأربع سنوات وانتقلت العدوى للأندية صاحبة الدخل المحدود ونهجت نفس المسار .. أي أنها لبست ثوبا غير ثوبها .. وبالتأكيد ستعاني كثيرا في المرحلة القادمة. قد يسأل البعض .. نحن في عصر المال والأندية في الأضواء لها أكثر من مورد مالي في الوقت الراهن فما الذي يجعلها تعيش أزمة مالية ؟ الإجابة ببساطة .. أنها تهدر الكثير من الأموال في ملف الأجانب .. فمعظم الأندية لا تبقي على أجانبها في فترة التسجيل الثانية .. وبدل أن تصرف مرة في هذا الملف تصرف مرتين .. وسنويا تتكرر هذه الأسطوانة في اغلب الأندية ..!! هدر الأموال أصبح موضة أيضا .. فليس هناك من يحاسب .. تعاقدات بملايين الريالات للاعبين لا يمكثون في فرقهم إلا أربعة أو خمسة أشهر وبعدها يتم الاستغناء عنهم .. والحال قد ينطبق على المدربين ..!!