في هذا اللقاء يتذكر الأبن جوانب من حياة والده الحافلة بالمعطيات الجميلة، هنا المهندس أحمد عبد الوهاب آشي يتذكر عبر هذا الحوار بعض الذكريات عن والده الشيخ «عبدالوهاب إبراهيم آشي» الأديب والشاعر وأول رئيس لتحرير صحيفة صوت الحجاز «البلاد حالياً» حيث طفنا معه عبر التساؤلات الاتية في عدة جوانب من حياة والده، ومنها الحديث عن اصدقائه ورؤاه في عدة قضايا والعلاقة بينه وبين صاحب امتياز صوت الحجاز، وهنا تفاصيل الحوار: 1- كيف تنظر للتكريم الأخير الذي رعاه اتحاد الصحافة الخليجية لتركيم مؤسسي ورواد الصحافة السعودية ومنهم والدكم الأديب الشيخ المرحوم عبد الوهاب آشي؟ * إنها بادرة غير مسبوقة من اتحاد الصحافة الخليجية لتكريم رواد الصحافة في السعودية والخليج الذين حفروا في الصخر في ذلك الوقت وافنوا زهرة شبابهم وطموحاتهم الوطنية، وفي زمن شح فيه الوفاء، ونثمن لسعادة الاستاذ تركي السديري رئيس مجلس إدارة اتحاد الصحافة الخليجية الذي رسم قيم الوفاء في زمن شح فيه الوفاء. * منذ أن وعيت نفسك على الحياة. كيف رأيت والدك، وكيف كان تعامله معك واخوتك ووالدتكم، وما أبرز الخصال التي تعلمتها منه؟ - إنه نعم المربي ونعم الوالد العطوف الذي رسخ فينا احترام الآخر والصدق والمصداقية وحسن التعامل مع الجميع من المحبة والتقدير لمن نعرفهم، وكان عطوفا كريما وقد هذب نفوسنا نعم التهذيب، ولا يبخل علينا بأي شيء قد نحتاجه في ذلك الوقت، كما أنشأنا على التعليم. * والدكم الشيخ عبد الوهاب آشي هو أول رئيس تحرير لصحيفة صوت الحاجز «البلاد» حالياً .. برأيك ماهي القدرات والظروف التي حملته إلى تلك المكانة؟ - لقد اختير الوالد رحمه الله كأول رئيس تحرير لصحيفة صوت الحجاز «البلاد حالياً» لما يتمتع به من حس وطني، وفكر مستنير وأدب جم هيأته لتبؤ تلك المكانة في ذلك الوقت بجدارة، وكان صادقاً صدوقاً في كل ما يطرحه من أفكار وأهداف مكنته من كسب محبة واحترام الجميع في ذلك الوقت، مع عفّة في اللسان ونظافة في اليد. * كان عبد الوهاب آشي يميل في كتاباته نحو الأسلوب الهادئ مثل صديقه عزيز ضياء، مع الاعتزاز بكل ماهو عربي اسلامي، اتضح ذلك من خلال نقده لصديقه محمد حسن عواد الذي كان يرنو للفكر الغربي من خلال كتابه خواطر مصرحة.. ما تعليقك؟ - لا استطيع أن أبدي رأي في هذا الأمر فكل انسان حباه الله عز وجل نوعاً من البصيرة، ويختلف تقييمه للامور بحسب رؤيته لأرض الوقاع حسب ما يتمناه في وجدانه من نظرة ثاقبة لأرض الواقع الذي يعيشه، فالوالد رحمه الله ربما له رؤية، وشخينا العواد رحمه الله له رؤية أخرى وكلاهما يجمعهما هدف واحد هو الرقي بالوطن والانسان وكل انسان يرى احلامه وطموحاته وأمانيه من منظوره الخاص. * صدر العدد الأول من صحيفة صوت الحجاز «البلاد - حاليا» يوم 27 ذو القعدة 1350ه وصاحب امتيازها محمد حسين نصيف .. ما علاقة والدك بالسيد نصيف .. وكيف تصف الارهاصات الاولى لصدور الصحيفة الاهلية الاولى قبل توحيد المملكة؟ - اعتقد ان العلاقة بين والدي وبين الشيخ محمد حسين نصيف صاحب امتياز صحيفة صوت الحجاز قد تولدت من خلال المرحوم الأديب الرائد الشيخ محمد سرور الصبان، الذي كان يحتضن كل أطياف الفكر والأدب من الشباب الحجازي في ذلك الوقت.. وعند صدور العدد الأول من صحيفة صوت الحجاز ومن خلال الافتتاحية التي كتبها الوالد رحمه الله كانت تخاطب الشأن العام والأماني المأمولة في الامة العربية من حس وطني وفكر مستنير. * من هم أبرز أصدقاء والدك الشيخ عبد الوهاب آشي .. ممن كنت انت شاهداً على ذلك، وما الذي كان يجمعهم، أو يختلفون حوله؟ - كان الوالد رحمه الله يتمتع بصداقة ومحبة واحترام الجميع، ومن ابرز اصدقائه ممن كنت ارافقه معه الشيخ ضياء الدين رجب، والعم عبد المجيد شبكشي، والعم محمد حسين زيدان والمرحوم محمد سرور الصبان، والعم محمد خليل عناني، والشيخ ابراهيم فودة، والسيد محمد حسن فقي، والعمد السيد عبيد مدني ، والعم يحيى أبو الفرج، والعم سليمان مفتي , والعم حسين جستنية, العم حامد كعكي ، والعم حسن قزاز ، والعم يونس سلامه، والعم عمر مسعود، والعم أحمد بشناق، والسيد أمين مدني، والسيدان علي وعثمان حافظ، والاستاذ عبد الله عبد الجبار والسيد محمد شطا والشيخ محمد مرداد ، والاستاذ صالح الخزامي، والشيخ عبد القدوس الانصاري، والشيخ أحمد السباعي ، والسيد معتوق حسنين ، والسيد سامي كتيبي، والسيد حسن كتيبي، والعم محمد نور صلاح جمجوم، والسادة آل الزواوي، وغيرهم كثير . وكانت تجمعهم أهدافهم النبيلة في الرقي بالوطن وقد يختلفون في بعض الآراء الادبية والفكرية، كما حدث مابين الوالد والشيخ عبد القدوس الانصاري رحمه الله في اختلاف بعض وجهات النظر اللغوية كما ذكر ذلك الشيخ محمد حسين زيدان في كلمته «عبد الوهاب آشي والذكريات» والتي نشرت بصحيفة «البلاد» منذ سنوات بعيدة. * ذات مرة قال معالي السيد حسن كتبي - وهو واحد من تلاميذ والدكم: لقد عرفته بمدرسة الفلاح للتاريخ والأدب استاذاً محبوباً بروحه الطيبة المرحة وشخصيته المهذبة المحبوبة.. كيف تتذكر العلاقة التبادلية بين والدكم وتلاميذه؟ - أنا لا أزيد عما قاله معالي السيد حسن كتبي، وهو كما وصفه معاليه، حيث عمل معلماً بمدرسة الفلاح لفترة من الزمن وكان متمزياً في دروس التاريخ والأدب. * هل لك أن تحدثنا عن الاصدارات التي قام كتبها والدكم الشيخ عبد الوهاب آشي؟ - مع الأسف الشديد أن كل انتاج الوالد الادبي كان مبعثراً، وقد اصدر له الشيخ عبد المقصود خوجه فيما اصدر من اصدارات لادباء المملكة ومن ضمنها الوالد، أصدر كتاب الأديب عبد الوهاب آشي، وأعماله الكاملة كما اصدرت له جمعية الثقافة والفنون في عهد الصديق محمد الشدي رئيس مجلس الادارة آنذاك «ديوان شوق وشوق» وأملنا أن نجمع باقي انتاجه الأدبي والشعري ونرجو ان يقدر الله على جمع تراثه الفكري والشعري وأن يتحقق ذلك قريباً. * ثمة من لا يعرف ان اسمكم «احمد شوقي» بن عبد الوهاب آشي .. ماقصد هذا الاسم المركب الذي اختاره لكم والدكم؟ - الوالد رحمه الله كان من المعجبين بأمير الشعراء المرحوم أحمد شوقي وقد أطلق عليّ هذا الاسم المركب تيمناً باسم أمير الشعراء آملاً أن أكون شاعراً مثله ولكن لم يتحقق ذلك بل أصبحت مهندساً، وأن كان لدي بعض المشاركات الادبية والفكرية تحقيقا لما كان يأمل الوالد ، وعضوا في مؤسسة البلاد الصحفية امتداداً لمسيرته رحمه الله. * ما الذي يدور في ذهنك أنت وعائلتك ازاء التراث الفكري الذي تركه والدكم؟ - نرجو أن يتحقق أمانينا في جمع كل تراثه الفكري والادبي في اصدارات تليق به ونرجو أن يقبض الله لنا من يحقق لنا هذه الامنية من دور النشر المحلية أو غيرها.