أشاد الدكتور سعد الراشد -مستشار هيئة السياحة والآثار- بالجهود المبذولة لإنشاء متحف الصويدرة المرتقب الذي خُصِّص لحماية آثارها والعناية بها، إذ أنَّ إيجاده بالصويدرة نفسها يعدُّ إنارة للتاريخ القديم، وحفظًا لآثار المملكة، جاء ذلك في محاضرة قدَّمها في خميسية حمد الجاسر الثقافية بعنوان "رحلة في آثار الصويدرة ونقوشها الإسلامية" أدارة سعادة الدكتور أحمد الزيلعي عضو مجلس الشورى. وقد افتتح محاضرته بالحديث عن موقع الصويدرة التي تبعد عن المدينةالمنورة بحوالي 62 كيلاً إلى الشرق، وارتباطها الإداري بصفة مباشرة بالمدنية، فهي كبيرة وكثيرة السكان وتتوفر فيها الخدمات الحديثة والمرافق الحكومية المتعددة وساعد وقوعها على طريق القصيم – المدينة (الطريق القديم) على إعطائها أهمية خاصة في نموها وازدهارها، ثمَّ جاء إنشاء الطريق الدولي الحديث الذي يربط القصيمبالمدينةالمنورة ثم ينبع، إلى الجنوب منها، ليعطيها قفزة جديدة نحو تنمية عصرية جديدة. وأكّد المحاضر على أن الصويدرة هي موضع الطَّرف بناءً على تطابق المسافات التي وضعها الجغرافيون المسلمون بين الطَّرف (الصويدره) وبطن نخل (الحناكية) من جهة والمدينةالمنورة من جهة أخرى، كما أنَّ الآثار والنقوش الإسلامية التي ظهرت عليها تؤكد أن الصويدرة كانت منطقة استقرار ومنزل رئيسي على طريق الحج ونقطة تقاطع لعدة طرق في العصور الإسلامية، فالكتل الصخرية التي تحف وادي الصويدرة مليئة بالنقوش الخطيَّة الإسلامية، ومعها أيضاً نقوش ومخربشات عربية قديمة، سابقة للإسلام، ورسوم صخرية لما قبل التاريخ، وهذا يدل على أن هذه المنطقة ظلت نقطة عبور للمسافرين على مر العصور وهي أيضاً مقر استقرار بشرى. ثم تحدّث عن الدراسات السابقة عن الصويدرة وأهمّها دراسة عبدالقدوس الأنصاري –رحمه الله- الذي خصّّها بفصل مستقل في كتابه "بين التاريخ والآثار" الذي أكّد وجود بعض النقوش الثمودية، ثم اختتم المحاضرة بعرضٍ سريع للنقوش الأثرية التي تحدَّث عنها بالتفصيل في كتابه عن "الصويدره" والذي تفضل بتوزيعه على الحاضرين، ثم فتح المجال للمداخلات والأسئلة التي أثرت الموضوع.