أشاد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم بالمخزون التراثي الذي تزخر به مدينة الصويدرة وحجم الآثار الذي تضمه وتساءل سموه كيف يكون موقع مثل (الصويدرة) بهذا الثراء التاريخي والثقافي ولم يتعرف عليه أبناء الوطن؟ وكيف أن هذا المكان لم يتحول إلى مَعْلم تراثي وثقافي ووجهة سياحية في بلادنا؟ وأضاف إن مسؤوليتنا كبيرة ليس في المحافظة على هذا الإرث الحضاري في (الصويدرة) وإبرازه للناس فحسب، لكن في تسجيل وتوثيق وتدوين الحرف العربي وعرضه على أسس علمية، وترسيخ أهميته للحضارة العربية والإسلامية، الذي أساسه هذا الدين العظيم الذي قام على كلمة (اقرأ)، وهي مفتاح العلم والمعرفة للناس كافة. ورحلة المصحف الشريف تدل على أن المسلمين الأوائل كانوا على مستوى من المعرفة بلغة القرآن الكريم وبالحروف التي كُتب بها جاء ذلك في تقديم سموه لكتاب الصويدرة آثارها ونقوشها الإسلامية لمؤلف الدكتور سعد الراشد والذي اشتمل على دراسة علمية موسعة لآثار الصويدرة، ركَّزت على آثارها القديمة ونقوشها الإسلامية تناول فيه المؤلف في (440) صفحة تحقيقاً عن موقع الصويدرة وتاريخ ظهور اسم الصويدرة، ومطابقة موقعها مع اسم (الطرف قديماً) على طريق التجارة في العصور القديمة، ووقوعها على الطرق الداخلية المرتبطة بالمدينة المنورة، خاصة طريقي الحج من الكوفة والبصرة عبر العصر الإسلامي. وتناول المؤلف المنشآت البنائية على ضفاف وادي الصويدرة والرسوم الصخرية والكتابات والنقوش القديمة. ولكن الجزء الأكبر من هذا المؤلَّف الكبير، وهو الكتابات والنقوش الإسلامية التي بلغ عددها (257) نقشاً إسلامياً التي تم توثيقها بعناية وقراءتها وتحليل مضامينها وصيغها وتحقيق أسماء الشخصيات التي وردت في تلك النصوص والمتصفح للكتاب سيدهش، ليس لجهد المؤلف فحسب، بل لحجم المعلومات والنتائج، والعدد الكبير من الخرائط والرسومات والصور التوضيحية لمعالم وآثار الصويدرة.