يترقب الآلاف من أهالي منطقة المدينةالمنورة انطلاقة الملتقى التراثي الأول الأربعاء القادم في الصويدرة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة والذي يقام لأول مرة على مستوى المنطقة ويضم فعاليات شعبية وتراثية وتاريخية ومن المتوقع أن يستقطب 200 ألف زائر من جميع مناطق المملكة وفقاً لتقديرات اللجنة المنظمة التي قال رئيسها الدكتور عبدالله السحيمي إن المنطقة تعتبر منطقة جذب سياحي نظراً لما تضمه من آثار تاريخية يعود تاريخها لآلاف السنين إضافة إلى قربها من المدينةالمنورة. وأنصفت الكتب التاريخية الصويدرة حيث كانت منطلقا لجيوش حروب الردة التي أرسلها الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وأشار السحيمي إلى أن من ضمن أهداف الملتقى التراثي الأول تعريف الجمهور بتلك الآثار وأهميتها وتاريخها وذلك من خلال مرشدين سياحيين تم الاتفاق معهم لتنظيم جولات تعريفية وفق برنامج زمني محدد يتضمن نقلهم من المدينةالمنورة لزيارة الملتقى والمشاركة في فعالياته والمشاركة في جولات تعريفية على الآثار والنحوت التي تزخر بها الصويدرة. من جهته قال الدكتور سعد الراشد وكيل وزارة الآثار السابق والباحث في آثار الصويدرة إن أهمية الصويدرة آثارياً وحضاريا تأتي بالعدد الكبير من المدونات الخطية المنقوشة على واجهات الكتل الصخرية بالإضافة إلى الرسوم الصخرية والنقوش السابقة للعصر الإسلامي، مضيفاً: تعود صلتي بالصويدرة إلى أوائل عام 1393ه/ 1973م وهي زيارتي الأولى لها ولم نتمكن خلالها من الاطلاع بشكل كامل على آثارها وكتاباتها ونقوشها القديمة والإسلامية غير أن أطلال الصويدرة القديمة (أي الطرف) كانت ما تزال مُشاهدة من الجهة الجنوبية الشرقية وهي عبارة عن غرف صغيرة مبنية من الأحجار النارية في صفوف مستقيمة وركامات أخرى بجدران متهدمة وقد تكررت زياراتي لموقع الصويدرة من خلال رحلات متتالية وفي ضوء هذه الزيارات والمعاينات التي قمنا بها بالإضافة إلى جهود وكالة الآثار والمتاحف وما سبق أن أشار إليه عبدالقدوس الأنصاري في كتابه “بين التاريخ والآثار” عن الصويدرة، نجد أنفسنا أمام موقع ذي ميزة فريدة وسبق أن اشرنا للصويدرة في فصل خاص عن نقوشها في كتاب درب زبيدة طريق الحج من الكوفة إلى مكةالمكرمة. والآثار الكتابية والنقوش الباقية تدل على عظمة التاريخ الإسلامي وحضارته وكذلك الإرث الحضاري القديم السابق للإسلام فبالنسبة للرسوم الصخرية فإنها تتمثل في الرسوم الآدمية والحيوانية التي يمتد تاريخها إلى الفترة من حوالي 7000،6000 قبل الميلاد وبعض هذه الرسوم الصخرية تعود إلى العصر الحجري ويُلاحظ وجود نقوش تدل على أن موقع الصويدرة كان منطقة جاذبة للنشاط الإنساني بسبب الطبيعة ووفرة المياه والنباتات وكونها ممراً تجارياً. أما العصور الإسلامية فتتمثل آثارها في الصويدرة من خلال المدونات الخطية على الصخور وهي بالكثرة التي تؤكد أهمية هذا المكان بالنسبة للمقيمين أو عابري السبيل من حجاج وتجار ورعاة. ومعظم المدونات الخطية التي اكتشفناها واضحة الخط ومعانيها جميلة وكُتبت بأسلوب ينم عن إيمان أصحابها أو من كتبها بالله سبحانه وتعالى ومعرفتهم بكتاب الله القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها الأدعية المأثورة ومعظم النقوش الإسلامية كُتبت بدون تاريخ وغير منقوطة الحروف وبعضها عليها تواريخ بالشهر والسنة وتتراوح النقوش المؤرخة في الصويدرة من السنة 101 ه والسنة 249 ه.