ضمن برنامجها الثقافي المصاحب لمعرض بيروت الدولي للكتاب وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ علي عسيري والملحق الثقافي السعودي الأستاذ مساعد الجرّاح والشاعر الكبير محمد العلي وجمع كبير من الأدباء والمثقفين، أقامت الملحقية الثقافية السعودية، يوم أمس الأربعاء، أمسية شعرية لكل من الشاعرين السعوديين سعد البواردي وجاسم عساكر وقدم لسيرتهما عضو مجلس الشورى الأديب عبدالله الناصر الذي أكد على أهمية تجربتهما فالبواردي ينتمي لمرحلة مفصلية تشكلت خلال تيارات شعرية وتجارب كبيرة سواء في المملكة أو الوطن العربي مدخرا لتجربته ملامح مستقلة بحضوره الشعري، وقال عن الشاعر عساكر أنّه يأتي ربيباً لمرحلة كرّست صوتها في المشهد الشعري السعودي والخليجي وتخلص إلى أصوات متعددة من الشباب في المملكة ليتخذ كل صوت مستواه الخاص. وقد بدأ الشاعر البواردي بقصيدة عن "بيروت" مسجلاً مكانتها عنده منذ أول لقاء بها في العقود الماضية ليجدها كما هي في غواية العشق والتحريض نحو الاختلاف، ثم قرأ قصائد تتعمق في بعد وجداني ووجودي لا تخفي لغتها الشفافة والرصينة واقعة حينا في المباشر ومنتهياً إلى "بلاده" التي ليس في حاجة ليبرر عشقه لها كما يفعل غيره من الشعراء وكما تنضح القصيدة عنده ، أما الشاعر عساكر فقد بدأ حضوره بقراءة قصائده واقفاً أمام الجمهور وذاهباً في معارج القصيدة بغنائية للوطن وشكواه من أنه "مصاب بامرأة" في قصيدة لقيت استحساناً خاصاً، فيما درج بكائية خاطفة في قصيدة رثاء في ابنه الراحل، وراح يهندس وجعه الشفيف في هذه القصيدة التي ندّى منها الحزن عميقاً، ولم يخذل جمهوره في كتاب القصيدة الموزونة كما ظهر في أدائه امتثاله التام لسطوة الشعر وشرط العمق الملازم.وفي نهاية الحفل قام سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ علي عسيري والملحق الثقافي الأستاذ مساعد الجرّاح بتسليم شاعري الأمسية درعين تكريما من الملحقية الثقافية لهما وعرافناً لحضورهما المتميز.