ضمن معرض بيروت الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين التي انطلقت يوم أمس الأحد وحتى 15 ديسمبر 2011م، قامت وزارة التعليم العالي ممثلة بالملحقية الثقافية بتنظيم مشاركة ثمان عشرة جهة ومؤسسة حكومية، وكان قد افتتح جناح المملكة العربية السعودية رئيس الحكومة اللبنانية السيد نجيب ميقاتي مع سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ علي عسيري في لبنان والملحق الثقافي الأستاذ مساعد بن أحمد الجرّاح، وتجول فخامته في الجناح متعرفا على محتوياته. وبهذه المناسبة صرّح رئيس الحكومة لعدد من وسائل الإعلام بقوله إن ثقل المملكة العربية السعودية في ثقافتنا الإسلامية والعربية يؤكد أهمية هذه المشاركة التي تضيف لمعرض بيروت الشيء الكثير، مؤكداً أن تواجد السعودية بكُتَّابها ومثقفيها هو انعكاس لدورها الكبير في الوطن العربي والعالم. كما صرح الملحق الثقافي السعودي في لبنان الأستاذ مساعد بن أحمد الجرّاح حيال هذه المشاركة لوسائل الإعلام قائلاً إنه لا يخفى على الجميع أهمية دور المملكة في نشر الفكرة والمعرفة لما تمثله من مكانة في العالم العربي والإسلامي وما تقدمه جامعاتها اليوم في مضمار البحث والتأليف والنشر وكذا المؤسسات والهيئات الثقافية، وانطلاقاً من رسالة وزارة التعليم العالي وعلى رأسها معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري فإن معارض الكتاب تعتبر نافذة إلى القارئ في العالم بمختلف مشاربه وثقافاته؛ لذا تأتي أهمية هذه المشاركة وغيرها في معارض الكتاب. مضيفا أن حرص وزارة التعليم العالي على مشاركة المملكة يأتي انطلاقاً من أهمية صناعة الكتابة وتسويقه في بلد الكتاب والنشر الجمهورية اللبنانية، وأثنى على معرض بيروت ووصفه بالرائد والهام بين معارض الكتاب في الوطن العربي. وأكد أن جناح المملكة في هذه الدورة سوف يشهد برامج ثقافية مختلفة منها المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية وبمشاركة نخبة من الأدباء والشعراء السعوديين من مختلف مناطق المملكة، حيث راعت وزارة التعليم العالي التوزيع الجغرافي عند وضع البرنامج الثقافي مما ينوع أصوات المشاركين وأنشطتهم الذي تتناول ذخيرة المملكة الأدبية وتراثها الثقافي على أرض الجزيرة العربية، كما يقدم نماذج نوعية من أجناس الكتابة الحرة في السعودية وإلقاء الضوء على الإبداعات السردية للروائيين السعوديين والكتابات الحرة لهم. وأضاف الجرّاح بأن الجناح السعودي يزخر بمشاركات قيمة من الجهات الحكومية ومراكز البحث المتخصصة في الجامعات السعودية وهي تلقى إقبالا كبيرا من رواد المعرض لما تحتويه تلك المؤسسات من إصدارات علمية وخاصة في العلوم الفقهية والشرعية مثل مركز البحوث في جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية وجامعة الملك سعود. وعن جديد الجناح السعودي وضح الملحق بأنه انطلاقاً من مكانة المملكة وفضلاً عما تقدمه مشاركات الجهات المختلفة فقد رؤي مناسبة عرض مجسمات للحرمين الشريفين للجمهور اللبناني الذي سيحظى بمشاهدة التوسعة الحديثة وهنا تسجل وزارة التعليم العالي بادرة كريمة بعرض هذه المجسمات على هامش معرض الكتاب نظرا لما تمثله هذه البادرة من قيمة جديدة أصيلة على الجناح السعودي ومشاركة المملكة في بلد عربي له تراثه الإسلامي العريق. كما سيتزين الجناح السعودي بعدد من اللوحات التشكيلية لبعض الفنانين السعوديين وكذلك المبتعثين في لبنان. وكانت الملحقية قد أعدت برنامجا ثقافيا مصاحبا لمعرض الكتاب يتضمن ست محاضرات وندوات وأمسية شعرية، ومن عناوين البرنامج « ثقافة الجزيرة العربية بعد المدينة» يلقيها الكاتب عبدالله الناصر، و»تاريخ النشر في المملكة العربية السعودية» لعبدالله الماجد، و»القصة السعودية في القرن العشرين» للمحاضرين حسن حجاب الحازمي وهيفاء الفريح، و»واقعية السرد في الرواية السعودية المعاصرة» لعبدالرحمن الوهابي، أما الصحفي والإعلامي عثمان الصيني فيقدم ورقة بعنوان «اتجاهات القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية». ويُحيي سعد البواردي مع جاسم عساكر أمسية شعرية. يذكر أن الجناح السعودي يقع في مكان بارز للجمهور وكبار الزوار وتبلغ مساحته مائة وخمسين متراً مربعاً، وقد تزين بلوحات تشكيلية تجاور الكتب مع حضور الطراز المعماري السعودي ومكوناته التراثية لتجسد حُلّةً فنية متجانسة يتخذها الجناح داخل المعرض. أما عن محتويات الجناح فهو يضم أهم إصدارات مراكز البحوث في الجامعات السعودية المشاركة وأحدثها لما توفره من مادة علمية للباحث والطالب في جمهورية لبنان ناقلين بذلك الجانب العلمي لمؤسسات التعليم العالي في المملكة، كما سيتم عرض إصدارات وزارة التعليم العالي ونتاج برامج الترجمة لعدد من الملحقيات الثقافية في الخارج، وإصدارات دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية، ولأول مرة سوف تشارك كلية الملك فهد الأمنية بإصدارات في علوم الأمن والسلامة.