أقامت الملحقية الثقافية السعودية، يوم أمس الأول ضمن برنامجها الثقافي المصاحب لمعرض بيروت الدولي للكتاب أمسية شعرية، وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ علي عسيري والملحق الثقافي السعودي الأستاذ مساعد الجرّاح وجمع من الأدباء والمثقفين والتي أدار دفتها عضو مجلس الشورى الأديب والكاتب عبدالله الناصر الذي استهل الأمسية بسيرة استعرض خلالها المشوار الأدبي للشاعر سعد البواردي.. مستعرضا التجربة الشعرية والمرحلة المفصلية الأدبية التي ينتمي إليها البواردي، بوصفها مرحلة تشكل خلالها العديد من التيارات الشعرية في المشهد المحلي والعربي، والتي كان للبواردي قصب تجربة بالمشاركة فيها في المملكة خاصة وفي الوطن العربي بوجه عام مدخرا لتجربته ملامح مستقلة بحضوره الشعري. كما وصف الناصر خلال الأمسية تجربة الشاعر جاسم عساكر، بأنها تأتي ربيباً لمرحلة كرّست صوتها في المشهد الشعري السعودي والخليجي وتخلص إلى أصوات متعددة من الشباب في المملكة ليتخذ كل صوت مستواه الخاص.. وقد بدأ الشاعر البواردي بقصيدة عن "بيروت" مسجلاً مكانتها عنده منذ أول لقاء بها في العقود الماضية ليجدها كما هي في غواية العشق والتحريض نحو الاختلاف، ثم قرأ قصائد تتعمق في بعد وجداني ووجودي لا تخفي لغتها الشفافة والرصينة واقعة حينا في المباشر ومنتهياً إلى "بلاده" التي ليس في حاجة ليبرر عشقه لها كما يفعل غيره من الشعراء وكما تنضح القصيدة عنده. أما عساكر فقد بدأ مشاركته بقراءة قصائده واقفاً أمام الجمهور وذاهباً في معارج القصيدة بغنائية للوطن وشكواه من أنه "مصاب بامرأة" في قصيدة لقيت استحساناً خاصاً، فيما درج بكائية خاطفة في قصيدة رثاء في ابنه الراحل، وراح يهندس وجعه الشفيف في هذه القصيدة التي ندّى منها الحزن عميقاً، ولم يخذل جمهوره في كتاب القصيدة الموزونة كما ظهر في أدائه امتثاله التام لسطوة الشعر وشرط العمق الملازم. وفي نهاية الحفل قام سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ علي عسيري والملحق الثقافي الأستاذ مساعد الجرّاح بتسليم شاعري الأمسية درعين تكريما من الملحقية الثقافية لهما وعرفاناً لحضورهما المتميز.