يحتشد عشرات آلاف اليمنيين في صنعاء للمشاركة في صلاة الجمعة ضمن تجمعين منفصلين للمعارضين والمؤدين للرئيس علي عبدالله صالح، وسط اجراءات امنية مشددة. وبدا التوتر واضحا في شوارع صنعاء قبيل بدء الصلاة، حيث تضاعفت حواجز الجيش والقوات الامنية الاخرى عند مداخل الساحات التي يتجمع فيها المتظاهرون من الجانبين. وعند مداخل "ساحة التغيير" امام جامعة صنعاء حيث يعتصم الآلاف منذ 21 شباط/فبراير للمطالبة باسقاط النظام، نصبت وحدات الجيش التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر المنضم الى المحتجين، حواجز لتفتيش الداخلين. وعلى بعد حوالى ثلاثة كيلومترات نصبت الشرطة من جهتها حواجز عند مداخل تجمع مؤيد للرئيس اليمني في ساحة التحرير وسط العاصمة، وكذلك عند مداخل ساحة السبعين القريبة من القصر الرئاسي. وتستمر الحشود في التدفق الى اماكن التجمع في اطار ما اطلق عليه المعارضون لصالح "يوم الخلاص"، وما اسماه الموالون له "يوم الاخاء". ويخشى ان تقع مواجهات بين الطرفين في صنعاء حيث تنتشر قوات الجيش الموالية للاحمر في مواجهة قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس اليمني، احمد، وذلك بعد اسبوعين على مقتل 52 شخصا في مكان الاعتصام. وقد حثت السلطات البريطانية الخميس رعاياها على مغادرة اليمن فورا محذرة من ان الوضع قد يعيق امكانية اجلائهم. واشارت وزارة الخارجية البريطانية في "نصائح الى المسافرين" الى ان الوضع في اليمن "يتدهور سريعا" وان تظاهرات اليوم قد تؤدي الى مواجهات عنيفة. وكان المعتصمون الذين نصبوا خيما جديدة وتوسعوا نحو مناطق محيطة بساحة اعتصامهم، اعلنوا الاسبوع الماضي ان الجمعة هو "يوم الزحف" في اتجاه القصر الرئاسي، الا انهم عدلوا عن هذه الخطوة خشية "اراقة دماء". ويواجه الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما حركة احتجاجية تطالبه بالرحيل منذ نهاية كانون الثاني/يناير، وقد انضم اليها عشرات الضباط والسياسيين والدبلوماسيين.