تعهد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يواجه حركة احتجاجية تطالب باسقاط نظامه، بالتضحية "بالغالي والنفيس من اجل الشعب" . عشرات الاف اليمنيين المعارضين للرئيس صالح في جمعة الخلاص-رويترز وقال صالح في كلمة مقتضبة القاها امام حشود ضخمة من مؤيديه في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي امس "اتعهد لكم انني سافدي هذا الشعب بالروح وبالدم". واضاف "ساضحي بالدم والغالي والنفيس من اجل جماهير شعبنا اليمني العظيم". وتوجه الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما، بالشكر الى مؤيديه الذين احتشدوا في ميدان السبعين وفي ساحة التحرير وسط صنعاء. وقال "لن ارد على احد، ولكن الشكر والتقدير للابناء الشباب والشابات ولكل جماهير شعبنا". الا انه تمنى على المعارضين له ان "يكون خطابهم حصيفا ومسؤولا يخاطبون به الجماهير دون ان يتلفظوا بالفاظ غير مسؤولة". ان «اعداد المتظاهرين تخطت تلك التي سجلت في تظاهرات سابقة، ونحن على كل حال سنواصل الضغوط من خلال اعتصامنا وسنحاول التوسع نحو مناطق جديدة». تظاهرات متضادة وتجمع الجمعة عشرات الالاف من المتظاهرين الذين يطالبون الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالرحيل في ساحات التغيير في 14 محافظة يمنية فيما يعرف بجمعة"الخلاص". كما خرجت جموع أخرى حاشدة من اليمنيين في عواصم المحافظات للمشاركة في جمعة"الإخاء " والمسيرات الجماهيرية الكبرى لإعلان رفضها اي محاولات للانقلاب وتأييده الشرعية الدستورية، لمبادرات الرئيس اليمني ودعواته المتكررة للحوار الوطني الشامل ورفض أية مشاريع "تآمرية" للانزلاق بالوطن نحو ويلات الفتن والشقاق والتشرذم. وتضاعفت حواجز الجيش والقوات الامنية الاخرى عند مداخل الساحات المؤدية الى التظاهرات، واتخذت اجراءات امنية غير مسبوقة بدت معها شوارع العاصمة المحيطة بالتظاهرات مغلقة بالكامل. وعند مداخل "ساحة التغيير" امام جامعة صنعاء حيث يعتصم الآلاف منذ 21 فبراير للمطالبة باسقاط النظام، نصبت وحدات الجيش التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر المنضم الى المحتجين، حواجز لتفتيش الداخلين. وعلى بعد حوالى ثلاثة كيلومترات اقامت الشرطة من جهتها حواجز عند مداخل تجمع مؤيد للرئيس اليمني في ساحة التحرير وسط العاصمة، وكذلك عند مداخل ساحة السبعين القريبة من القصر الرئاسي. وقال رجل دين في خطبة الجمعة في ساحة التحرير ان "هذه الملايين التي اتت من كل المحافظات جاءت لتقول نعم للامن والاستقرار (...) نحن مع الشرعية الدستورية ولا للانقلاب على السلطة". واضاف "هذا هو الرد العملي لكل من ينادي بالزحف (...) هذه هي الغالبية الصامتة". وظلت الحشود تتوافد على الساحات حتى بعد انتهاء الصلاة، وكان المشاركون في التظاهرات المؤيدة لصالح يرددون "الشعب يريد علي عبدالله صالح" و"بالروح بالدم نفديك يا علي"، بينما يردد المناهضون للرئيس "الشعب يريد اسقاط النظام". الرد ميداني واكد رئيس حركة "شباب 3 فبراير" عادل الوليبي لفرانس برس ان "اعداد المتظاهرين تخطت تلك التي سجلت في تظاهرات سابقة، ونحن على كل حال سنواصل الضغوط من خلال اعتصامنا (...) وسنحاول التوسع نحو مناطق جديدة". وتابع ان "ردنا على الرئيس سيكون في الميدان ونحن سنقدم ارواحنا في سبيل تحقيق الحرية والكرامة وطرد كل فاسد". واطلق المحتجون على الجمعة "يوم الخلاص"، فيما اسماه الموالون "يوم الاخاء" و"يوم الوفاء".