وسط استنفار عسكري في محيط مدينة سرت الليبية التي تستعد فصائل مليشيات الوفاق للتقدم نحوها، أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، أن المشهد التعبوي على الأرض الليبية معقد جداً بالنسبة لتركيا الطامعة في ثروات ونفط ليبيا ومرتزقتها، كونها أرض مفتوحة يصعب التقدم فيها والسيطرة عليها، حيث يسهل استهدافهم من قبل السلاح الجوي والمدفعية الصاروخية، وأن تحشيد الغزو التركي الخطير في محيط منطقتي سرت والفجرة الواقع على الأرض أقل بقليل مما تقوم بتضخيمه تصريحات المسؤولين الأتراك والإعلام التركي. وشدد عبر "البلاد" على أن الجيش الوطني الليبي سيدافع عن قوت وخيرات الليبيين وعن الأرض الليبية، ولن يتركها للغزو التركي، وتنظيم الإخوان الإرهابي الذي يقود الصراع في ليبيا بدعم قطري وأمر تركي، ويعيث فساداً وخراباً على الأرض، وأن الحرب إن فرضت لن تكون سهلة، ولن تكون في محيط سرت والجفرة فقط، نظراً لكثرة أهداف وأطماع تركيا في ليبيا. وأوضح المحجوب أن تنظيم الإخوان يبحث عن الهيمنة على ليبيا، ويريد السيطرة على مواردها، وأبرزها ثروات النفط التي هي الغاية والغرض من الغزو التركي للأراضي الليبية، مرجعاً ذلك إلى حالة الانهيار الاقتصادي الحرجة التي تمر بها تركيا التي خرجت بخفي حنين من المنطقة الغربية والاتفاقية البحرية، وأن شعورها بالخيبة دفعها للبحث عن تنفيذ مخططات وسيناريوهات خصوصا في سرت. وحذر تركيا من تدخلها غير المشروع في ليبيا، والذي سيعود بالخسارة عليها، وأن تماديها في الغزو وفرض الحرب سيجعلها مستهدفة عبر البر والبحر وحتى داخل أراضيها، منوهاً إلى أن المعركة لن تكون بسيطة وستكون كبيرة "كسر عظم" وستخسر تركيا فيها كل ما كانت تحلم به على الأرض الليبية. وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أن إجازة البرلمان الليبي تدخل مصر عسكريا في ليبيا لحماية الأمن القومي للبلدين أمر مشروع طبيعي، في ظل أن البلدين عمق استراتيجي لبعضهما البعض، أمنياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، خاصة أن ليبيا أمام غزو تركي يهدد الأمن القومي العربي والليبي والمصري، وأن تدخل الجارة الشقيقة مصر مهم جداً لحماية أمنها أيضاً. من جهتها، حذرت الجامعة العربية من التصعيد التركي، مؤكدة أنه لا يمكن القبول بأن تكون ليبيا مسرحاً للتدخلات العسكرية الأجنبية أو منفذا لتحقيق أجندات خارجية أو أطماع إقليمية في إحدى دولها الأعضاء، مشددة على أن هناك التزاما عربيا مطلقا بالحفاظ على سيادة واستقلال الدولة الليبية وسلامة أراضيها ووحدتها. وقال الأمين العام أحمد أبو الغيط، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه لا أحد يرغب في تكرار السيناريو السوري في ليبيا. وأضاف: "الجامعة العربية لا يمكن أن تقبل بأن يمثل الوضع في ليبيا تهديداً لأمن واستقرار دول الجوار العربية المباشرة مصر والجزائر وتونس". ويرى أبو الغيط أن "إعلان القاهرة" مبادرة مهمة ويضع خارطة طريق متكاملة لتسوية الأزمة الليبية، لافتا إلى أن هذه المبادرة المصرية رسم خطوات وآليات تنفيذية للتعامل مع الوضع الليبي بكافة جوانبه العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، مؤكداً أن تصرفات أنقرة تمس وتستهدف الأمن القومي العربي ككل ولا يمكن للجامعة أن تقبل به مثلما ترفض أي تدخل إقليمي يهدد أمن وسلامة واستقرار الدول العربية.