شعر- سلمى فاضل(أبوظبي) للوهلةِ الأولى قد ترى الاستهلال مفاجئاً وإن كان يعكس مدى احتدام المشاعر واضطرام الجوانح وتوقد الشعور،وهو يقدم صورة عامة عن مضمون القصيدة،مثلما جاءت نهاية القصيدة تحمل مشهداً ختامياً لرحلة إحساس امتدت بتفاصيلها خلال دفقة الشعور في ثنايا الأبيات. الاستهلال الذي يبدأ بالحديث عن الماضي(بما يصاحبه من حنين وتذكّر وربما حسرة) بتفاصيله الشعورية وذكرياته المبهجة وما تخللها من انسجام روحي ومازيّنها من تضحيات ووفاء وتهيام..! وكأن ذلك الاستهلال بالحديثِ عن أيامٍ مضت لم يكن عفوياً بقدر ما كان تمهيداً لاستعادة أحداثها وتجديداً لِطَيفها وتأكيداً للوفاء لها وتخليداً لذكراها التي لا تزال تعتلجُ في الضلوع حتى وإن حان الفراق. ورحم الله ابن زُريق البغدادي إذ قال: وكم تشبّثَ بي يومَ الرحيلِ ضُحىً وأدمُعي مُستهلّاتٌ وأدمُعُهُ! فيأتي كلُ ذلك توطئةً لإعلان الوداع ولكن بأجمل صورة أدباً وتعلقاً ووفاءً بعناق المشاعر وهنا أذكر قول أحدهم: ساعةَ ولّى شَمَتَ العاذلُ أذاك منهُ الفَرَجُ العاجلُ لله ما أشهى عناقي لهُ إليّ لولا أنهُ راحلُ! إنها تعلن الفراق بأجمل تعبير وهو الدعاء فمشاعر الحب الصادق لا تنتهي بفراق ولا تتوقف بوداع..وما اصدق التعبير وأجمل الوصف في قولها: طارت وخلّت عُشها في شَجْرتك وظلالها!! ثم تودعه بالأمنيات والدعوات.. الله يجمّل خافقك يا صاحب القلب الجميل والله يقويني وانا بنت فْقِدَت رجّالها! ومثلما استفتحت القصيدة بوصف الماضي فقد استوقفها الوفاء الذي تعيشه في تعبير حاضر(الله يجمّل خافقك..)وامتدت بحسرتها إلى المستقبل(والله يقويني..)فكما عاشت ذكرياتٍ مُحببةً فقد أورقت اللحظةُ امتناناً وامتدّت الأمنيات آمالاً،وقد جعلت الشاعرة مفتتح القصيدة وختامها كصَدَفَتَيْن تحيط محارةً تحتضن لؤلؤةَ الذكريات المقيمة والمشاهد الحميمة في جمال أسلوب وحُسن تعبير وصياغةٍ ربما جسّدت شعلة الحنين إلى تفاصيل تلك اللحظات في لمحةٍ (لا شعورية) بخطف بعض حروف الكلمات في مواضع تؤكد تلامس المشاعر والتصاق الأرواح كما في (تبقى لحالها) (هذا اللي طمّنها) (اللي هي احتاجته) فكان الخطف يرسم صورةً للتعلّق والتشبث والاقتراب!. والقصيدة جاءت عذبة الإحساس صادقة الشعور وبقافية مناسبة ممتدة مع آهة الفراق. عشت العمر أبغيك وأدري الحب هذا مستحيل وأستنجد بدعوة رضا أمي وطيبة فالها وجيت انته بأبسط كلام الحب وبجهدٍ قليل حققت احلام الفتاه الطيبه وآمالها عيّشتها ممنونةٍ بالحب والشكر الجزيل وعيّشتها خوف انها لارحت تبقى لحالها لكن فوادك حبها،وهي حست بقلبك يميل هذا اللي طمنها وخلاها تمد حبالها خلت جميع الناس لك،ما طاعت بحبك بديل وانت ببياض الوجه كنت المخلص اللي شالها في وسط عينك صنتها وأكرمتها ببالٍ طويل هذا اللي هي إحتاجته منّك وكان فْ بالها وبرغم هذا الحب منْك ومنّها..حان الرحيل قصة غلا شلنا ستارتها وحان إسدالها البنت هذي هي انا والبعد ذا دمّه ثقيل لكنْ مقدّر تنتهي القصة بموت ابطالها قصة حمامه صوتها حرّم تغاريد الهديل طارت وخلّت عشها في شَجْرِتك وظلالها سامحني ي اْحلى عمْر عشته كنت فيه انته أصيل وتأكد انّ البنت هذي صادقه باقوالها والله يجمّل خافقك يا صاحب القلب الجميل والله يقوّيني وانا بنت فْقِدَت رَجاّلها