هناك دراسات بيئية حديثة تقول إن ( 1 من كل 6 أنواع من المخلوقات الحية مهددة بالانقراض ) بمعنى أن سدس المخلوقات الحية في العقدين القادمين لن تكون موجودة سوى في الكتب والمصنفات العلمية ، طبعاً واحد من أهم الأسباب لهذا الهاجس البيئي هو الصيد الجائر ، ففي الجنوب من السودان تتعرض التماسيح لموجات صيد جائر من قبل سكان القرى المحاذية لنهر النيل بهدف أكلها، ونتيجة لهذه الممارسات العنيفة ضد التماسيح فقد أصبح من المرجح جداً اختفاء التمساح نهائياً في بيئات حوض النيل خلال العشرين سنة القادمة ، أما في الصين فقد أوضحت إحصاءات المنظمات البيئية المعنية بحماية الحيوانات المهددة بالانقراض أن الحيوان الأنيق المسمى " حصان البحر " أصبح قاب قوسين أو أدنى من الاختفاء نهائياً من جميع بحور الدنيا ، والسبب كالعادة هو نهم الصينيين الجائر في صيد ذلك المخلوق الجميل وأكله ، وأما في السعودية فلست بحاجة لتذكيركم بالجهود المضنية التي تقوم بها ولازالت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية في سبيل إخراج حيوان الضب من دائرة الانقراض التي أفرزتها سلوكيات الكثير من هواة أكل الضبان في طول وعرض الصحراء السعودية . والخلاصة أن تمساح السودان يعاني لأن السودانيين يرغبون في أكله وحينما سألوهم ايش اللي حادكم على أكل التماسيح وأنتم أصحاب ماشية ؟ قالوا ببساطة جداً لحم التمساح مقوي للجنس ( راجع صحيفة سبق : السودانيون يتحدون شراسة التماسيح … ) ، وكذلك حصان البحر الصيني يعاني وحينما سألوا الصينيين وش حادكم على أكله مع أن اصطياده صعب ومضن ومكلف عليكم ؟ أيضاً كان الدافع الجنسي هو السبب ( راجع كتاب من أجل عينيها : أنيس منصور ) ، وبالطبع لا أعتقد أني بحاجة لقول ما يحاك من أقوال وقصص وحكايا عن عكرة الضب وما فيها من مزاعم لفوائد جنسية لا حصر لها بحسب ظنون صائدي الضبان في السعودية !! والمحصلة أن تمساح السودان وحصان الصين البحري وضب السعودية تم تحميلهم جميعاً ذنوب المشاكل الجنسية لبعض البشر رغم أنوفهم ، فلو كان انقراضهم سببه الجوع أو البحث عن العلاج لربما هان الأمر ، لكن أن يضع البعض الأمن البيئي ومسألة التوازن البيولوجي على المحك تلبية لحاجاته السريرية فذاك مدعاة للسخرية والتندر والغضب ، بل وسبب كاف لإيقاع أشد أنواع العقوبات على كل من تسول له نزوته ضرب بيئتنا في مقتل .