شن قائد الهلال والمنتخب السعودي المعتزل صالح النعيمة هجوماً عنيفاً على من وصفهم بالمتآمرين لإسقاط الهلال، مؤكداً أن هذا الفريق «سيعود من جديد لتحقيق الألقاب الواحد تلو الآخر بدءاً من استحقاقات الموسم المقبل وشدد النعيمة على أن الهلال كما هو لم يتغير، وما زال يواصل الهيمنة على البطولات في السعودية وخارجها، معتبراً أمر عدم تحقيقه إلا لبطولة وحيدة في الموسم الماضي شيئاً طارئاً، ولا سيما في ظل الظروف التي واجهها الفريق. النعيمة أكد في حوار مع «الحياة» أن لاعبي المنتخب السعودي كانوا أشباحاً في مباراة كوريا الشمالية، ولم يقدروا ما يقوم به مسؤولو الرياضة السعودية، معتبراً مسألة تأهل «الأخضر» إلى المونديال المقبل معقدة، ولا سيما أنها تبدأ من البحرين. النعيمة أكد سعادته بالعمل الجيد الذي تقوم به ادارة النصر الجديدة للنهوض بالفريق من كبوته. القائد السابق للمنتخب السعودي كشف الكثير في الحوار المثير الآتي: بعد 20 عاماً من الاعتزال... ماذا تحمل للهلاليين؟ - يجب أن تعرف بأن صالح النعيمة اسم قُرن بالهلال خصوصاً وبالكرة السعودية عموماً ولذا من الصعب أن يُنسَى صالح الهلال أو ينساه الهلاليون حتى بعد 100 سنة، فحتى وأنا منقطع عن الكرة لظروفي الخاصة إلا أن هذا النادي قريب من وجداني ومتابعتي له لم ولن تنقطع، وأفراحه تفرحني وأحزانه تحزنني، لا يزال - ولله الحمد - الود بيني وبين الهلاليين وغيرهم قائماً، وسيستمر، فيكفي أن هذا الفريق كان سبباً بعد الله في محبة الكثير منهم لصالح النعيمة إذ أجد ذلك في كل مكان وهو ما أفتخر به وكأنني ما زالت لاعباً. اختفيتَ ولم يعد يراك الجمهور إلا نادراً... ما الأسباب؟ - أنا موجود وخروجي للساحة بحسب الظروف وتواصلي وعلاقاتي ما زلت أحتفظ بها، لأن تاريخي الرياضي بنى لي علاقة مميزة مع الجميع سواء من خلال خدمتي للهلال أم للمنتخب سنوات طويلة. اختلف الكثيرون ما إذا كانت القيادة فناً أم موهبة فأنت تبوأت منصب قيادة الهلال والمنتخب سنوات طويلة... إلى أي الجانبين تميل؟ - أعتقد بأن القيادة موهبة قبل أن تكون دراسة يطبقها اللاعب، وهي تجمع بين شخصية اللاعب وعلاقاته مع الجميع، ولا سيما الجهاز الإداري والفني واللاعبين إضافة إلى المستوى الذي يقدمه حتى يكون قدوة في كل شيء، ولا أخفيك بأنني أجد الاحترام من جميع اللاعبين في الهلال والمنتخب وكانوا يحترمون توجيهاتي لهم داخل الملعب وخارجه، وهذا ما جعلنا ننجح كثيراً في تحقيق البطولات من خلال التكاتف والتلاحم بيننا. كثير من المتابعين يحب إجراء مقارنات بين لاعبي الجيل السابق في الهلال، ولاعبي الجيل الحالي... كيف يرى صالح النعيمة الهلال سابقاً وحالياً؟ - الهلال هو الهلال، لم ولن يتغير وهو طرف ثابت في جميع البطولات والإنجازات، المحلية والخارجية على السواء، وهذا ما جعله نادياً مميزاً فليس من السهولة أن يأتي ناد ويحقق ما حققه، على رغم قوة المنافسة التي يجدها في الوقت الحالي من عدد من الأندية، وسر هذا التفوق يكمن في رجالاته الذين تعاقبوا عليه عبر سنوات طويلة، سواء على كرسي الرئاسة أم إن كانوا ظلوا أعضاء شرف، فضلاً على وقفة جماهيره التي تعتبر سر عظمته. انطلقت تدريبات الهلال للتحضير للموسم المقبل... ماذا تقول بعد إخفاق الموسم الماضي؟ - مع انطلاق التدريبات الهلالية كلي تفاءل بما ينتظره في الموسم المقبل كما عودنا زعيمنا وعشقنا الأول بعد أن قضى موسماً لا أعده إخفاقاً كما يردده البعض، فالهلال يملك الأدوات التي تساعده على التفوق وهو طرف ثابت في الترشيحات لكل البطولات التي يلعبها ولا يمكن أن يبتعد عنها إلا عندما يقع في ظروف خارجة عن إرادته. بطولة وحيدة ولا تعده إخفاقاً وفي نادي بحجم الهلال، الذي يجبره تاريخه على تحقيق أكبر عدد من بطولات الموسم. - نعم، لا أتفق مع من يتجه إلى هذا الجانب، لأن الإخفاق حينما لا تتدخل عوامل خارجية تؤثر في الفريق وما حدث للهلال في الموسم الماضي أعتبره أمراً مقصوداً، وكانت هناك أمور تُطبخ على نار هادئة حتى يبتعد عن البطولات، ولذا خسر الهلال غالبية البطولات التي شارك فيه داخلياً وخارجياً بسبب ما يُحاك له، وأجزم بأن رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد تفهم كل صغيرة وكبيرة، وسيتعامل مع مثل تلك الخطط التي حُيكت وتحاك ضد ناديه، وإذا تفهم جميع تلك الأمور سيتلافاها، ولا سيما أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد لم يأت إلى الهلال إلا لإضافة المزيد من البطولات والإنجازات. وماذا عن جمهور الهلال الذي يؤكد أن الموسم الماضي كان للنسيان؟ - جمهور الهلال لا يرضى بغير القمة ولن يتنازل عن مطالبه، وهو ما عوده عليه «الزعيم» من خلال تسيده للبطولات المحلية والإقليمية التي يشارك فيها، ولذا من الصعب أن يرضى محبوه بتقهقره بل لن ترضيه بطولة ولا حتى بطولتان، وما أطلبه منهم هو الوقوف مع الفريق في المرحلة المقبلة. هل أنت مع المعسكرات الخارجية، ولا سيما أن الهلال على أعتاب معسكر خارجي؟ - ما يهم هو الفائدة، سواء كان المعسكر داخلياً أم خارجياً، وتظل الإدارة الهلالية والجهاز الفني أعلم بمصلحة الفريق وما يحتاج إليه، ولكن أتمنى من اللاعبين الذين تم اختيارهم من الجهاز الفني أن يعوا لماذا هم ذاهبون إلى المعسكر وكيف يكون تمثيلهم لناديهم ووطنهم في الخارج، ولا سيما أن اللاعب السعودي عُرف عنه الانضباطية في المعسكرات وتمثيله لبلده خير تمثيل، فالخطأ غير مقبول بتاتاً لأن السمعة من الشخص سواء كانت طيبة أم سيئة تمثل الجميع، كما أرجو أن يستفيدوا من جميع المباريات التي يخوضونها، وبالذات المباريات الكبيرة حتى يكونوا جاهزين للمنافسات بعد وصولهم إلى الرياض، كما يجب أن يعرفوا أن إدارة نادي الهلال بذلت الكثير ليكون فريقهم أكثر تميزاً، إضافة إلى أن جماهيرهم تنتظر منهم الكثير من خلال المنافسات، ولا سيما أن الموسم الماضي كان استثنائياً وأكررها استثنائياً وأعني بها الشيء الكثير. وماذا تعني بكلمة «استثنائي» التي وصفت بها الموسم الماضي؟ - كما قلت لك فأنا في نفسي أعني بها الكثير، ولكن لا أخفيك بأن هناك أشخاصاً يحاولون - وما زالوا - لإسقاط «الزعيم» وأقول لهؤلاء الذين يمارسون أعمالهم ضده بأنه سيجبرهم على «سف الرماد»، وسيظل كما تعرفه جماهيره شامخاً، فالهلال لا يمكن أن يخرج من الموسم من دون بطولات، ولا سيما بوجود رئيس محنك وإدارة رائعة ومدرب متمكن ولاعبين كبار، وستواجه تلك الصعوبات بكل حنكة ودراية بقيادة الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وإذا ما كان استعداد الهلال متكاملاً فلن يستطيع أي فريق هزيمته داخلياً وخارجياً. كيف تنظر إلى أجانب فريق الهلال في الموسم المقبل؟ - أثق تماماً باختيارات رئيس الهلال للاعبين الأجانب ولو لاحظت الموسم الماضي تجد بأن الهلال يضم أفضل اللاعبين الأجانب، على رغم وجود لاعبين محليين على مستوى عال، ولذا يجب أن نعطي هذا الرجل الفرصة لمواصلة العمل وجلب لاعبين متمكنين ليخدموا الهلال، ورأيي الشخصي أن يحضر الهلال مهاجماً صريحاً وهدافاً وسريعاً ويلعب على الطرف، وهذا ما ينقص الهلال في اعتقادي. منافس الهلال التقليدي نادي النصر بدأ بتحركات كبيرة... كيف تصف ذلك؟ وماذا يمثل ذلك لك كهلالي؟ - أشكرك على هذا السؤال الرائع، فعن نفسي ونيابة عن جميع الهلاليين نفتخر جداً بما يفعله النصراويون في الوقت الحالي داخل ناديهم من تحركات مثمرة، ونبارك لأصحاب القرار في البيت النصراوي ولن أذكر أحداً بالاسم لأن الكل في النصر يعمل بصمت وبعودة «العالمي» إلى وضعه الطبيعي بعد أن مر بحال اختلال وزن لم تكن في الحسبان سيكون الهلال أقوى بكثير عن السابق وستزيد بطولاته. كيف تنظر إلى العمل الذي يؤديه رؤساء الأندية السعودية؟ - أقولها بكل صراحة ومن دون تحفظ: هناك عدد منهم إذا قال فعل فتجده يعمل بكل جدّية لخدمة ناديه وإسعاد جماهيره، وهناك بعض منهم يذكرني بمحال (كل شيء بريالين) وهم يفهمون ما أقصد، وأتمنى منهم الأخذ بحذو رئيس الشباب خالد البلطان الذي يدفع القليل ويكسب الكثير. نعود إلى الهلال... كيف ترى العمل الإداري الذي يقدمه مدير الفريق سامي الجابر؟ - قبل أن أجاوب على سؤالك فأحب أن أقول إن صالح النعيمة هو من قدّم سامي ووضع أقدامه على المستطيل الأخضر في آخر موسم لي مع الهلال في عام 1410ه، وفي آخر لقاء لي مع الهلال ضد فريق الرائد وكنت أنادي جميع اللاعبين وبأعلى صوت في تلك المباراة بوضع الكرات أمام سامي ليسجل ويكون هدافاً للدوري، وأرجو وأتمنى بألا يكون سامي نسي هذا الأمر وهذه الحادثة، وهو في كل الأحوال قدرة غير طبيعية ويُستفاد منها في أي مجال، وهو أحد مكاسب الهلال في الموسمين الماضي والحالي، وإن كانت هناك أخطاء بدرت منه كإداري فهو أمر طبيعي لأن الكل يخطئ ولا يوجد من لا يخطئ إلا من لا يعمل، ولكن أتمنى أن تقل هذه الأخطاء. ويظل سامي رجلاً أكاديمياً يعرف كل صغيرة وكبيرة في كرة القدم ويدرك ماذا يريد اللاعب ويعرف كيف يتحدث مع اللاعبين في الأزمات وكل الأماني القلبية أن يقدم لنا فريقاً مميزاً هذا الموسم، لكي نرفع له القبعات. كمتابع للهلال... هل ترى بأنه ما زال إلى حاجة إلى عقد بعض الصفقات المحلية الإضافية؟ - يفترض بألا أكون أنا منظراً حتى لا يُحسب ذلك على النعيمة، فأنا أعتقد بأن الهلال يملك رجالاً يعرفون ماذا ينقص الهلال من لاعبين محليين وفي خانات محددة وهم الأجدر والأعلم حتى لا أقحم نفسي في أمر، أنا في غنى عنه. صالح النعيمة قدم الكثير لمنتخب بلده وناديه... فماذا قدمت لك الرياضة بعد هذه السنوات؟ - أنا - ولله الحمد وعلى رغم أن لي أكثر من 19 سنة منذ اعتزلت الكرة - ما زلت أجد الحب من الكثير وكأنني لم أعتزل إلا أمس القريب، بل إن الجميع يحترمني ويكنُّ لي كل تقدير، وأعتقد بأن هناك القلة القليلة والنادر التي تجد مثل ذلك القبول بعد اعتزالها، وهذه لم تأتِ من فراغ بل من رضا الوالدين ودعواتهما، وإلا فإنني لست الأفضل في كل شيء، ولكن سبحانه وتعالي خصّني بأمور كثيرة ولذا أقول يكفيني ما حصلت عليه. كقائد للمنتخب لفترة تجاوزت 10 سنوات... كيف ترى عطاء «الأخضر» خلال المرحلة الماضية؟ - أنا كنت من المتفائلين جداً بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، وعلى الأقل حصولنا على المركز الثاني، ولكن الأمر وقع بأن حصلنا على المركز الثالث ودخلنا من خلاله إلى الملحق، وهذا يجب ألا يثنينا عن العمل بكل ما أوتينا من قوة من خلال الملحق، ويجب أن يكون التجهيز الحالي بعكس التجهيز السابق، لأن اللاعبين لم يكونوا الذين نعرفهم إذ كانوا كالأشباح في إستاد الملك فهد، ولا سيما في مباراة كوريا الشمالية، ولم نر سوى أرقام القمصان ومع الأسف فاللاعبون لم يقدروا كل ما هيئ لهم من حضور جماهيري ودعم رسمي، وبقدر ما أخذوا لم يعطوا، ولذلك أتمنى منهم أن يقدموا للجماهير الرياضية، وللمسؤولين عليها، ولا سيما الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، اللذين قدما كل شيء من عمل جبار للكرة السعودية جزءاً من الدّين الذي يحملانه على عاتقهما وأقله التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. كيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في تجاوز نظيره البحريني في مطلع مواجهات الملحق الآسيوي؟ - يخطئ من يقول بأن خصمنا سهل، أو أن تخطيه سيكون مضموناً، بل أرى أن منتخب البحرين أصعب وبكثير من منتخب نيوزلندا، واحترامه أمر مطلوب إذا ما أردنا تخطيه، كما أتمنى بأن تقف الجماهير وأن يقف الإعلام مع المنتخب السعودي ولا سيما في هذه المرحلة، وهو الذي يحتاج إليهم، لأنه من غير المقبول أن يفرط في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وقد سبق أن تأهل 4 مرات متتالية في الفترة السابقة. شاركت مع قناة «أبوظبيالرياضية» محللاً ثم اختفيت فجأة... ما الأسباب؟ - بعد الحلقة المثيرة في تلك القناة وعندما تحدثت بكل صراحة وشفافية في أمور شخصية، وذكرت أنني لا أريد أي هبة أو صدقة من أحد أو أن يُفهم كلامي بأنني أطلب من أحد أي مساعدة، جاءتني اتصالات كثيرة جداً ومن شخصيات متعددة، بل ومن رجال أعمال وتكفلوا لي بأشياء كثيرة، ولكن مع الأسف لم يفوا بوعودهم، ومكمن استغرابي أنهم هم من بادروا بالأمر ولم أبحث عنهم، بل أعتبر ذلك قمة التلاعب بمشاعري ولا أرضاه إطلاقاً، عدا شخص واحد الذي دعمني وهو الشيخ محمد بن صقر وأشكره على ذلك، أما انقطاعي عن القناة فحتى الآن لم أعرف الأسباب، على رغم أنني تعرضت في تلك الفترة لظرف عائلي يتعلق بحال ابنتي الصحية. ماذا عن رفيق دربك ماجد عبدالله وما علاقتك به؟ - ليست لي علاقة جيدة بماجد عبدالله ولكن ليست بالسيئة، فماجد أخ وعزيز وصديق ولكن مع الآسف لا نتقابل إلا في العزاء. لم نشاهدك تحضر حفلة اعتزاله على رغم أنه شارك في حفلتك؟ - للأسف ماجد لم يدعني شخصياً، ولكن تلقيت في يوم اعتزاله اتصالاً من «سنترال» نادي النصر في اليوم نفسه وقال بالحرف الواحد «توجد عندي دعوة لك لحفلة اعتزال ماجد عبدالله أرجوك تعال خذها»، فقلت له أنا الذي آتي لأخذ الدعوة، ثم قلت وبالحرف الواحد «بلها وأشرب مويتها». هناك تساؤلات تقول لماذا لم يُرَ صالح النعيمة يعمل في نادي الهلال مشرفاً أو مدير كرة أو حتى عضو مجلس إدارة؟ - لن أرجع للعمل في نادي الهلال حتى يرجع الأمير بندر بن محمد. ولماذا الأمير بندر بن محمد تحديداً؟ - الأمير بندر بن محمد رجل يكنّ لي كل احترام ويثق بقدراتي ويقف معي في كل المواقف حتى في أمور عائلتي إذا مررت بأزمات، بل كان يعطيني الصلاحيات كافة، ولله الحمد بيضت وجهه لأنه يستحق الاحترام، فأنا أعشق هذا الرجل عشقاً ليست له حدود.