اتّسع الجرح السوري على الراقع. لم تعد الثورةُ على الظلم و الاستبداد قادرةً وحدها على مواجهة دسائس العالم. لا يحارب السوريون اليومَ نظاماً و لا حزباً و لا إيراناً و لا دولاً. بل يواجهون دسائس الشرق و الغرب الذين تَنادوا عرباً و عجماً للدفاع عن كيانٍ صهيونيٍ يَعتبِر حكامَ دمشق سند أمانِه. سوريا ليست تونس التي باغتتَ ثورتُها العالم، و لا ليبيا الممزقة، و لا مصر المأزومةَ في دواماتها. إنها حقيقةُ أن يبقى كيانُ العدو أو يزول. لذا فالعالم يُهيّئ لها أسوأ مما مضى. لستُ مُثبّطاً. و لكن خائفاً على الشعب الأبيِّ العظيمِ من أسوأ لم يكُنْ بحسبانِ أحدٍ يومَ انطلقتْ الثورة. و لو تَبيّنوه لَتَريّثوا حتى يأذن الله بفرجٍ آخر. فهل من مَخرجٍ لعقلاء الأمة يراعي "و لا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة".؟. لعل حكيماً يستخرج لخلاصِ سوريا أقصى ما يمكن من تنازلاتٍ، ثم يَنهجُ "إذا لم يكُنْ ما تريد..فأَرِدْ ما يكون". Twitter:@mmshibani