بين (ردود الفعل) الغاضبة و (الشغب) فرقٌ كبير. الأول انفعاليٌّ يُحتَوى. و الثاني إجراميٌّ يُكْتَوى. و ما حدث في (بور سعيد) التي أصبحت (بور حزين) من النوع الثاني. لم يكُن لحكمِ القضاء بإعدام جُناةٍ أن يثير فتنةً تُخلّف 30 قتيلاً. هي إذاً أصابع الفتنة تستغل الظروف و التجمعات و ضعفَ الحكم و غياب الأمن و هَيجان الشارع و محدوديةَ وعيِ الناس بالدسائس لتَعيث إفساداً. هي نتاجٌ طبيعيٌ لكل ثورة. مع أن ما نراه في مصر أبسطها و أخفها ضرراً و ذيولاً. ولمن يُشكّك أن يفسر لنا مَآلَ ليبيا و سوريا. و ما تونس و اليمن إلّا أتونٌ يَغلي، يوشك أن يشتعل في أي لحظة. السبب ببساطة أن أيادي الخارج تُسيّر الثورات بعد شرارةِ اشتعالها. و تجد في خَوَنةِ الداخل أدواتٍ طَيِّعةً لمُراداتها. و العامةُ البسطاء يندفعون وراء الشعارات، فيَلْتَهمُهم الطوفان. فلا خير يجدون أمامهم. و لا الزمن يعود للوراء ليتشبّثوا بما أَزْهَدتْهُم فيه شعاراتٌ براقةٌ كاذبة. Twitter: @mmshibani