فجر امس كان حاسماً في مشهد المظاهرات التي اكملت اسبوعها السادس في كل من ميدان رابعة العدوية والنهضة في مصر. للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.. حيث بدأت قوات الامن المصرية تنفيذ خطة فض الاعتصام بالقوة.. وقد تم انهاء الحشود في ميدان النهضة في حين مازالت عملية اخلاء ميدان رابعة العدوية مستمرة حتى إعداد هذا الموضوع.. وبلغ عدد القتلى ارقاماً متفاوتة ما بين 120 قتيلاً وجريحاً في حين تناقضت احصائيات بين رسمية وحزبية وتقارير اعلامية. غير ان الأبرز في الموضوع هو توسيع نطاق المواجهات في عدد من المحافظات المصرية اضافة الى وسط القاهرة بين قوات الأمن ومؤيدي مرسي.. وانضمام الاهالي الى جانب قوات الشرطة والجيش.كما هاجم انصار الرئيس المعزول مراكز لقوات الامن. وتم ايقاف خطوط سكك الحديد من قبل الحكومة في حين استمرت قناة السويس والمطارات تحت حراسة مشددة.كما تم اعتقال عدد من القيادات في جماعة الاخوان المسلمين.هذا وقد تم فتح منافذ لاخارج المتظاهرين وتسهيل مهمة مغادرتهم للميادين. وكانت قد بدأت قوات الأمن المركزي المصرية فى التحرك من معسكراتها باتجاه ميداني رابعة العدوية والنهضة.ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر أمني قوله إن القوات تحركت من معسكراتها بعد اكتمال جاهزيتها وتلقيها إشارة بدء التحرك بعد التنسيق مع الأجهزة المعنية.وأضاف المصدر أن قوات الأمن المركزي ستقوم فور وصولها الى محيط الاعتصامين بتنفيذ المرحلة الثانية من خطة وزارة الداخلية لفض الاعتصامين وفرض حصارها الكامل عليهما مع ترك منفذ بكل اعتصام لخروج المعتصمين، مبينًا أنه سيتاح لمعتصمي رابعة العدوية الخروج الآمن عبر منفذ طريق النصر المؤدي إلى شارع الأستاد البحري كما سيتاح لمعتصمي الجيزة الخروج الآمن من خلال منفذ شارع الجامعة المؤدي إلى ميدان الجيزة. ودفعت قوى الأمن المركزي بعيد وصولها إلى الميدانين بالعشرات من التشكيلات ومجموعات الأمن المركزي مدعمة بالعشرات من العربات المدرعة والمصفحة وناشدت المعتصمين بالخروج الآمن وإخلاء سبيل الأطفال والنساء وعدم اتخاذهم كدروع بشرية. وجددت قوات الأمن للمعتصمين عبر مكبرات الصوت حرصها على عدم إراقة نقطة دم واحدة وعدم ملاحقة المعتصمين أمنيًا باستثناء الصادر بحقهم قرارات من النيابة العامة بالضبط والإحضار, محذرة فى الوقت نفسه من قيام المعتصمين بأعمال عنف أو استخدام السلاح ضد القوات. وفي تطور أمني ذي صلة أطلقت قوات الشرطة المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع على مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، كما أطلقت قنابل مماثلة على مؤيدي مرسي المعتصمين في ميدان نهضة مصر في الجيزة. وفي بيان لها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية قيام أجهزة الأمن اليوم بإتخاذ الإجراءات اللازمة لفض الاعتصامين المشارِ إليهما، وقالت إن ذلك يأتي تنفيذًا لتكليف الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الاعتصامين. وأكدت الوزارة التزامها بالضوابط المنظمة للتعامل مع الموقف وفقًا للقواعد القانونية والإجراءات المتعارف عليها، محذرةً من أن أية تصرفات غير مسئولة ستواجة بكل الحزم والحسم وفى إطار ضوابط الدفاع الشرعي. هذا وقال قال موقع جماعة الإخوان المسلمين على الإنترنت إن 50 شخصا قتلوا في محاولة قوات الأمن المصرية فض اعتصامين لمؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في القاهرةوالجيزة اليوم الأربعاء. وقال الموقع "ارتفاع عدد الشهداء إلى 50 شهيدا." وقال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الاخوان في حسابه على تويتر إن هناك 30 قتيلا حتى الآن في اعتصام مؤيدي مرسي عند مسجد رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة القاهرة. بينما قالت وزارة الداخلية المصرية ان ضابطا ومجندا من قوات الامن قتلا اثناء قيام قوات الامن بفض الاعتصامين. وأضافت الوزارة في بيان نشر في صحفتها الرسمية على فيسبوك "حال قيام القوات بالبدء في اجراءات فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة... بادرت بعض العناصر المسلحة من المعتصمين بالمنطقتين باطلاق الاعيرة النارية بكثافة تجاه القوات مما أدى إلى استشهاد ضابط ومجند." وأضاف البيان ان اربعة ضباط وخمسة مجندين من قوات الامن اصيبوا بطلقات نارية. ويعتصم الالاف من مؤدي الرئيس المعزول بمنطقة رابعة العدوية منذ ستة اسابيع. وحلقت طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة فوق المنطقة. وقال أحد الشهود انه رأى 15 جثة في المستشفى الميداني في اعتصام رابعة العدوية حيث بدأت الجرافات في إزالة خيام المعتصمين. وقال مراد أحمد لمراسل رويترز على مشارف مقر الاعتصام حيث وضع الاخوان المسلمون أجولة الرمال تحسبا لمداهمة الشرطة "انهم يدمرون خيامنا. لا يمكن ان تتنفس في الداخل وكثيرون في المستشفى." وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وكانت هناك مدرعات تابعة للجيش متمركزة في مكان مجاور. وسقط أكثر من 300 قتيل بالفعل في العنف السياسي الذي أعقب عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز عقب احتجاجات شعبية حاشدة منهم عشرات من مؤيديه قتلوا بالرصاص في واقعتين. وأصبح مرسي أول رئيس ينتخب ديمقراطيا في مصر في يونيو حزيران 2012 لكنه أخفق في علاج مشكلات اقتصادية شديدة وأثار قلق بعض المصريين الذين رأوا أنه يسعى لأخونة الدولة. وفي أول رد فعل دولي قال الاتحاد الأوروبي امس الأربعاء إن ما تردد من أنباء عن مقتل محتجين بمصر "يثير قلقا بالغا" ودعا السلطات المصرية لضبط النفس. وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون "أنباء سقوط قتلى ومصابين تثير قلقا بالغا... ونحن نكرر أن العنف لن يؤدي إلى أي حل ونحث السلطات المصرية على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس."