تصوير - محمد الأهدل : هنداوية جدة أحد الأحياء المرتبطة بتاريخ العروس من حيث العادات الجداوية القديمة. لكن حالياً تغيرت الملامح وأصبح هذا "الحي" هو بمثابة مرمى للنفايات وسباقا مارثونيا للفئران وكافة الحشرات الزاحفة والطائرة.(البلاد) رصدت أحاديث الناس من بعض القاطنين وحتى الزوار لوسط بلد جدة. حينا مهمل قال أحمد مؤذن إننا نعاني من تلال النفايات والقوارض والروائح الكريهة التي تنبعث منها وقد تسببت في مصاعب للأهالي خاصة في الليل أسراب من الحشرات والفئران تجوب الشوارع والمنازل وألحقت الفئران الأضرار بالمنازل حتى الأدوات الكهربائية المنزلية لم تسلم منها قطعت التوصيلات ناهيك عن المطاردة معه داخل المنازل الوضع أشبه بالمسلسلات الضاحكة سيناريوهات متصلة وازعاج مستمر كما أشار مؤذن إلى طفح المياه الصرف الصحي وتزداد المعاناة مع هطول الأمطار ويصبح "الحي" يغرق في شبر ماء.وللأسف الأمانة قامت بهدم بعض المباني ولم ترفع بقايا الهدم مما ساهمت في تجمع المياه الآسنة والحشرات كما أن المستودع المهجور وجد عمال النظافة ضالتهم فيه حيث يقومون بوضع العلب بعد تجميعها من الشوارع والنفايات من اجل بيعها مرة أخرى وهذا المبنى شكل مأوى للفئران وتشن في الليل هجوماً شرساً على أهالي الحي. الأوضاع المتردية إلى متى؟ كما تساءل عبد الله سليمان عن سر غياب الجهات ذات العلاقة "الأمانة" إلى متى هذا الصمت عن اتساع رقعة النفايات والمخالفات الموجودة على الأرض من بعض العمالة الوافدة التي تقوم بمزاولة العديد من المهن من أجل الكسب سيما بيع المأكولات السريعة والعصائر في الشوارع دون الالتزام بالاشتراطات الصحية. ولعل الوضع العام في الحي ساهم في تشجيعهم على التواجد واصطياد الزبائن وتقديم الوجبات لهم مغلفة بالتلوث. وتطرق إلى امور عدة حيث يرى أن مناظر الفئران وهي في محيط النفايات ومن ثم تخرج في الليل بشكل مضاعف أصبح أمراً عادياً عند سكان الهنداوية وحتى القطط لم تعد قادرة على مطاردة الفئران سيما وأن أحجامها مخيفة للقطط وتفضل الهرب منها.ومضى يقول أصواتنا بحت من المناداة ولا حياة لمن تنادي نتطلع إلى حل معاناتنا وتنظيف الحي حتى ننعم بالراحة والطمأنينة بعيداً عن هذه المناظر السالبة التي مللنا من رؤيتها على مدار الساعة. لا توجد رافعة نفايات فيما أكد محمد قاسم أنه سأل عامل النظافة عن سر بقاء النفايات كالتلال وأخبره لا توجد في جدة الا رافعة واحدة والأحياء تنتظر طابور الانتظار الطويل والنفايات تتنامى بشكل مذهل.وأشار قاسم أن الأوضاع متردية في كل شيء حتى المطاعم والبوفيهات التي تعد الوجبات السريعة سيئة للغاية لا تلتزم بالحرص على النظافة كل الوجبات تقدم بشكل سريع وبدائي لا يهم العامل الا الكسب وما يحدث بعد ذلك لا يهم. وشدد قاسم على دور البلدية المنعدم في المتابعة والمراقبة في الحي الذي يئن تحت وطأة المشاكل البيئية. من كل صوب وحدب. أحباب ستي أين هم؟ أما عثمان عقيلي 23 عاماً يقول كنا في السابق نشاهد الأحباب والأصدقاء ورفاق الدرب وهم على مقعد المركاز في الحي المسمى أحباب ستي. ذهب الجميع وحلت محلهم الفئران والقطط. أرتال من النفايات حول المركاز مع عدم وجود انارة في الشوارع حي مخيف في الليل لا يستطيع المارة أن يواصلوا مسيرتهم في الظلام الدامس وجبال النفايات والأخشاب والقزاز المكسور وحقيقة أصبحنا نخجل من السكنى في الهنداوية مقارنة بالأحياء الأخرى.وطالب العقيلي من الأمانة سرعة التدخل وايجاد الحلول ليعرف الأهالي طعماً للنوم ومعنى للراحة وتمنى أن يرى مركاز الحي يعود لأنه كما وصفه هو رائحة الذكريات التي لا تموت. الخوف على الأطفال بينما أبدى عبده محمد 60 عاماً تخوفه الشديد على الأطفال الصغار وهم يركضون في الشوارع المظلمة من الوقوع في حوادث دهس للسيارات وأشار أن الشوارع بحاجة عاجلة إلى وضع مطبات صناعية وعودة الإنارة.وأوضح في ذات السياق أنه يشعر بخيبة الأمل في التجاوب من الأمانة تجاه ما يعانيه الحي من تدهور وتلوث في كافة أركانه ومضى يقول لقد أنتابنا اليأس من أن يصبح حينا انشودة فرح ونستدعي أقرباءنا لزيارتنا في حي يرقى إلى الطموحات بعيداً عن مواصلة الغرق في دائرة النسيان. العلب الفارغة هي الأهم ورصدت عدسة (البلاد) تأكيداً على سريان سيناريوهات الأهمال عامل نظافة يبحث عن علب فارغة يبيعها بدلاً من رفع النفايات ورميها بالشارع. ولا يزال في هذا الحي الشيء الكثير الذي بحاجة إلى اماطة اللثام.