تسببت انهيارات المنازل القديمة في حي الهنداوية جنوبي جدة في ازدياد مخاوف السكان على وضع الحي الذي يعاني في الأساس من نقص في الخدمات البلدية، والمتمثلة في قلة مشاريع الصرف الصحي، وانتظام عمل فرق النظافة، إضافة إلى ظاهرة مستودعات الحديد المستعمل (السكراب) التي استقطبت أعدادا كبيرة من مخالفي نظام الإقامة والعمل مشكلين هاجسا مخيفا للسكان. وأكد ل«عكاظ» مصدر في أمانة جدة تشكيل فرق ميدانية لمسح الأحياء وتكوين قاعدة بيانات عن المباني الآيلة للسقوط وإسقاط مواقعها على خرائط رقمية لتحديد إحداثياتها الجغرافية، مشيرا إلى أن لجنة متابعة المباني الآيلة للسقوط واجهت صعوبات في الوصول لملاك بعض المباني المهجورة. ودعا المصدر المواطنين إلى التعاون لتحقيق المصلحة والإبلاغ عن أي مبنى آيل للسقوط بالاتصال على هاتف عمليات الأمانة. من جهته، أوضح المتحدث الأمني في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد تخصيص الرقم 6425550 لاستقبال البلاغات غير العاجلة عن الملاحظات والظواهر السلبية غير الطارئة التي تؤرق الأهالي من الناحية الأمنية. ويلحظ المتجول في حي الهنداوية غياب المشاريع التطويرية للخدمات البلدية، وإهمال الجهات المعنية المسؤولة عن مشاكل طفوحات الصرف الصحي، وتكدس النفايات داخل وخارج الحاويات. ويقول محمد ناصر من سكان حي الهنداوية إن الأهالي استبشروا خيرا بعد إعلان أمانة جدة قبل ثلاثة أعوام عن خطتها لتطوير الأحياء العشوائية ورصدها لأبرز السلبيات في 56 حيا، مضيفا «رغم تأكيدات المسؤولين في الأمانة على بدء المراحل الأولية لمشاريع تطوير العشوائيات، إلا أننا لم نلمح تغيرا على أرض الواقع حتى اليوم». بدوره، يرى أمين عبدالله من سكان الحي أن بسطات الخبز المجفف المنتشرة في أزقة الحي بصورة مكشوفة تسببت في تكاثر الجرذان والحشرات، مبينا أن غياب الرقابة على أداء شركات النظافة أدى إلى انصراف العمال عن أعمالهم لجمع العلب المعدنية الفارغة والكراتين، وبالتالي تزايد أعداد بسطات الخبز. وأضاف «حول العمال كثيرا من البيوت الخربة إلى مخازن لتجميع المخلفات الكرتونية والبلاستيكية الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة في حال نشوب حريق». فيما دعا أحمد الناصر من سكان حي الهنداوية الأجهزة المعنية في أمانة جدة إلى سرعة الوقوف على المشاكل الميدانية التي يعانون منها في الهنداوية، مستغربا من تجاهل الجهات المعنية في إيجاد حل للمشاكل المستمرة في الحي.