تصوير - محمد الأهدل : عادة أثنينة عن المقصود خوجه الثقافية والأدبية بجدة بقوة بعد غياب استمرر قرابة العام ورحب صاحب الاثنينية الاستاذ عبد المقصود خوجه بالعشرات من الأدباء والمثقفين والاعلاميين وهم يشاركون في حفل تكريم الاثنينة للدكتوره حياة سندي كان في مقدمتهم الاستاذ عبد الفتاح أبومدين والدكتور مدني علاقي والدكتور هاشم عبده هاشم والدكتور عاصم حمدان والدكتور عبد الله مناع والمستشار محمد سعيد طيب والدكتور حامد الرفاعي وعدداً من قناصل الدول المعتمدين في جدة من بينهم القنصلة الامريكية وقد بدأت الاثنينية بكلمة للاستاذ عبد المقصود خوجه قال فيها: أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلكانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك ، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين. عشقت العلم منذ بواكير طفولتها ، وشغفت بتحقيق انجازات تُذكر فتُشكر في سفر الخلود المعرفي، كان حلماً صغيراً في تربة طفولتها الخصيبة المجنحة للخيال.. كبر مزهواً بغضارتها.. تعهدته بالعزيمة والإصرار وروح التحدي والمثابرة ..عالمتنا الفذة سعادة الدكتورة حياة سليمان سندي ، تقف انجازاتها العلمية المبهرة برهانا على خصب أرضنا المعطاءة بالعقول النيرة ، والطاقات الإبداعية الخلاقة ، التي أهلتها لنيل جائزة مكةالمكرمة للتميز العلمي والتقني ،فأهلاً وسهلاً ومرحباً بها. الخوارزمي ، الرازي ، ماري كوري، وآلبرت آينشتاين ، كانوا شموع الهام أضاءت بداياتها الصعبة ، مضيفةً بانجازاتها العلمية المشرفة لؤلؤةً أخرى مشعة ً في سماء انجاز المرأة السعودية، مؤكدةً قدرة " حواءنا العربية " على الإبداع والإبهار، و أن تكون أكثر من مجرد " كم معطل " بقيود الاعتساف الذكوري في تعطيل طاقاتها الهائلة . شكلت موضوعة" التقنية الحيوية " مبحثاً علمياً تصدت لمسالكه الشائكة، باعتباره " علم المستقبل " .. استطاعت أن تتجاوز به أحلام طفولتها إلى تخوم تتماس مع أحلام البشرية ، للخلاص عبر العلم والمعرفة من أوجاع وأدواء ..ساهمت ضيفتنا في ابتكار العديد من وسائل تشخيصها ومعالجتها بصورة ميسرة ومتاحة للفقراء . أيها الإخوة - كما تعلمون - أن " علم التقنية الحيوية " الحديث ، يعد من أكثر المباحث إغراقا في المنهجية المادية لكون منطوقاته ونظام برهانه يعتمدان على التجربة المعملية المحسوسة، فكيف وُفقت ضيفتنا العزيزة في عقد قران موفق بين جذورها الروحانية ، وهي ابنة مكةالمكرمة ، التي يتردد في فضائها وجنباتها أروع نشيد عشق تبثه الأرض للسماء..وبين " المادية المفرطة " التي تسم هذا التخصص العلمي وبخاصة في مهاجر بحثها العديدة في الغرب، آملاً أن تتحفنا الضيفة الكريمة بسرد أهم محطات هذه الرحلة في أقاليم المعرفة العلمية الكثيفة في ماديتها، والعرفان المعطرة جنباته بصدى تراتيل الروح ومزامير شغفها الشفيف بكل ما هو غير مادي ومحسوس. لم يقتصر نشاط ضيفتنا الكبيرة على البحث العلمي كمشروع إسهام في خدمة الإنسانية فحسب ..بل شاركت بحيوية متدفقة في نشاطات أخرى تستهدف غايات إنسانية نبيلة مثل " تحقيق السلام العالمي " ونبذ العنف والإرهاب والتطرف..التي تقارب في قوتها التدميرية ما تفعله "الفيروسات والجراثيم والأوبئة" وقد سلكت عالمتنا الكبيرة " سبلا غير ذلولة " في ابتداع تقنيات كشفها ومقاومتها، مما حدا باليونسكو الى اعتمادها سفيرة للنوايا الحسنة . لم تنس ضيفتنا في ذروة نجاحاتها العديدة بدول الغرب المتقدمة ورغم ما يسلط عليها من أضواء باهرة ..وطنها العزيز فكانت تصر على هويتها وانتمائها لهذا الكيان المعطاء في كل مناسبة.. فأسست بجدة مع مجموعة من الزملاء معهد«التخيل والبراعة» غير الربحي ، لخلق بيئة مناسبة للشباب، من الجنسين في ميدان العلوم والتكنولوجيا الهندسية في منطقة الشرق الأوسط ، ليكون معينا لتحقيق ما تحلم به لوطنها من تنمية علمية لم تبلغ بعد- رغم خطواتها المتسارعة - ما ترنو إليه من مواكبة لما يحدث في العالم من فتوح معرفية مذهلة، وانجازات تقنية محيرة.. تؤكد ضيفتنا بما حققه مشروعها ومنجزها العلمي من اختراق لاحتكار الغرب وتفوقه البائن في هذه الميادين .. أن عقلنا العربي قادر على المشاركة الفاعلة في صياغة " مستقبل أكثر إشراقا للبشرية " متى ما توفرت له الإمكانات المناسبة من مراكز بحثية، ومناهج تعليمية وقبل ذلك كله : من بيئة أكثر انحيازاً للعقل والمعرفة، لا الخرافة واجترار بهاء الماضي.لعلنا حين نحتفي بضيفتنا الكريمة ، نسهم ولو بقدر يسير في إذكاء التساؤل عن موقع " العلم والعلماء " في محيطنا العربي، وكيف السبيل لإيقاف " هجرة الأدمغة العربية الخلاقة الى الغرب" حيث الرعاية والتشجيع والإمكانيات المادية، التي لا تنقصنا، وإنما نحن بحاجة ماسة إلى التوظيف الأمثل لهذه الإمكانيات في مجال " الاستثمار في المعرفة " الذي يعني الرهان على المستقبل. مرة أخرى أرحب بضيفتنا الكريمة،على أمل أن يتجدد اللقاء بكم أمسية الاثنين القادمة مع سعادة الدكتور سعيد السريحي في سياحة ماتعة في أقاليم الشعر والأدب التي أسهم فيها بقدح وافر .. طبتم وطاب