رأى الدكتور إبراهيم النحاس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود، أن الإعصار "ساندي" والذي يضرب العديد من المناطق بالولاياتالمتحدةالأمريكية، سوف يؤثر بشكل سلبي نسبيًّا على الرئيس الأمريكي أوباما، وذلك نتيجة للقاعدة الانتخابية التي يقوم عليها الحزب الديمقراطي، حيث يعتمد بشكل أساسي على الفقراء والأقليات والنساء، وهؤلاء عادة ما يتأثرون بمثل هذه الظروف ويتعذر عليهم الذهاب إلى صناديق الانتخابات التي ستبدأ الأسبوع المقبل، خاصة في الولايات التي يعول عليها أوباما مثل ولاية فرجينيا وولاية نيو جيرسي، وبالتالي فإن غياب الأصوات التي يعتمد عليها الحزب الديمقراطي، سوف يؤثر بشكل أساسي عليه، وفي الجانب المقابل فإن الحزب الجمهوري دائمًا ما يعتمد على الطبقة الوسطى والعليا من الشعب الأمريكي. وأضاف النحاس خلال حواره لبرنامج "العالم بعيون سعودية" على قناة الإخبارية، أنه في حال استطاعة أوباما استغلال هذا الإعصار في خطابات سياسية توجه بشكل رئيسي لمرحلة ما بعد الإعصار، والتي تتمثل في تعويضات للمتضررين ومحاكاة الجانب العاطفي لهؤلاء الفقراء، فإنه قد يحصل على أصوات بشكل أكبر مما كان يتوقع، وهذا يعتمد على حرفية أوباما وفريقه لكيفية استغلال هذه العاصفة، لاسيما وأنه يتمتع بنقاط قوة، من بينها قدرته على اتخاذ قرارات كونه مازال رئيسًا لأمريكا، بخلاف منافسه ميت رومني. من جانبه، قال الدكتور سعيد عيسى الكاتب بصحيفة الأهرام، أن الرئيس الأمريكي أوباما، قد تصرف التصرف المنتظر منه كرجل رجل دولة مسئول، وأن أوباما قد استفاد من كارثة الإعصار ساندي، واتضح ذلك في طريقة تعامله مع الأزمة، حيث وضع جميع أجهزة الدولة في خدمة المتضررين، إلى درجة أجبرت خصومه على الإشادة بأدائه، مشيرًا إلى أن هذا الأداء من الممكن أن يوسع الفارق بينه وبين منافسه ميت روميني في الانتخابات الرئاسية التي ستقام الأسبوع المقبل. بدورها رأت الأستاذة فرح الأساسي، رئيس مركز الإعلام والسياسة العربي بواشنطن، أن حادثة مقتل السفير الأمريكي في بنى غازي، وأزمة الإعصار "ساندي" قد استفاد منهما أوباما بشكل كبير، ففي الأولى تصرف أوباما تصرف القائد المسئول عن حماية مواطنيه في الخارج، بينما اتضحت الانتهازية السياسية لروميني بشكل كبير، دون مراعاة لشعور الأمريكيين، وفي أزمة الإعصار "ساندي" ظهر أوباما مجددًا بشكل القائد الذي يهمه مصير الأمة، حيث قام بإنشاء خط طوارئ متصل مباشرة بالبيت الأبيض لمتابعة آخر التطورات، بالإضافة إلى إلغائه كافة الحملات الانتخابية الخاصة به، وتوجهه غدا إلى ولاية "نيو جيرسي" لتفقد آثار الإعصار والاطمئنان على أحوال المواطنين هناك، الأمر الذي أشاع حالةً من الرضا لدى المواطن الأمريكي، مما أظهره بشكل الرجل الذي يضع مصلحة الأمة فوق كل شيء، وفي الجانب الآخر بدا رومينى في موقف الضعيف، خاصة أنه قد طالب من قبل بأن تتولى كل ولاية مسئولية الإنفاق على نفسها حال حدوث الكوارث، وبالإضافة إلى مطالبته بخفض الميزانية المخصصة لوكالة الإغاثة الأمريكية، والتي اتضح الأهمية الكبيرة لدورها في تلك الأزمة.