أعادت العوامل الطبيعية خلطَ أوراق الانتخابات الرئاسية الأميركية، واجبرت الجمهوريين على تأجيل مؤتمرهم في ولاية فلوريدا، وهددت الحزب الديموقراطي الحاكم بكارثة في ولايات خليج المكسيك في حال تحولت عاصفة «اسحق» الى إعصار أشبه بإعصار «كاترينا». وبعد اعلانهم تأجيل مؤتمرهم الى اليوم، يواجه الجمهوريون مشكلة تنظيمية في «تامبا»، مع محاولتهم إعادة توزيع جدول الأعمال على ثلاثة أيام بعدما كانت أربعة، الى جانب المخاوف من آثار العاصفة على المدينة، والتي ستستقبل أكثر من خمسين ألف زائر هذا الأسبوع. ويعمل المنظمون على اعادة ترتيب خطابات حاكم فلوريدا السابق جيب بوش، وحاكم نيو جيرسي كريس كريستي، الى جانب آن رومني، عقيلة المرشح ميت رومني، وبشكل يستحوذ الاهتمام الاعلامي. غير أن العاصفة، وفي ضوء التحذيرات المتزايدة من تحولها إعصاراً يعصف بولايات خليج المكسيك وبينها لويزيانا، استرقت الأضواء الاعلامية، وغيرت في حسابات حملة رومني، التي ترى في المؤتمر فرصة لتسليط الضوء على المشاكل الاقتصادية في البلاد وإعادة تعريف الناخب الأميركي بالمرشح الجمهوري. ومن المتوقع أن يقبل رومني ترشيح حزبه الخميس، في خطاب يمثل بحسب المراقبين الفرصة الأخيرة أمامه لإعادة تعريف نفسه وكسر الصورة النخبوية التي طبعته فيها حملة الرئيس باراك أوباما قبل تسعة أسابيع على التصويت. وتبرز نقاط قوة رومني في رصيده في القطاع الخاص، مقارنة بأوباما الذي كان أتى من خلفية حقوقية، وكناشط اجتماعي وصل الى مجلس الشيوخ قبل انتخابه رئيساً. ويتطلع الجمهوريون الى إبراز مشاكل البطالة والعجز في المؤتمر، وهو ما قد يعطله مسار العاصفة في حال تحولت اعصاراً وجاءت بويلات على مدن الشواطئ الجنوبية. اوباما وحاول أوباما الاستفادة من موقعه القيادي أمس، واتصل بحاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت لضمان وجود التجهيزات والاحتياطات الكافية في مواجهة العاصفة. وفيما يستفيد أوباما على المدى القصير من سرقة العاصفة الانتباه عن المؤتمر وبعثرتها لأولوياته، تهدد العاصفة في المدى الأبعد بكوارث كبيرة أشبه بإعصار «كاترينا» الذي ضرب في 2005 مدينة نيو أورلينز وذهب ضحيته 1836 شخصاً، فيما بلغت أضراره 81 بليون دولار. وأخفقت رئاسة جورج بوش يومها في التعامل معه، وهو ما يريد تفاديه أوباما في سنة انتخابية. وارتفعت أسعار النفط في الولاياتالمتحدة بعد أنباء الإعصار وبشكل لا يرضي الناخب الأميركي. وسيحاول الجمهوريون في حال تخطت تامبا العاصفة اليوم، اعادة التركيز على مؤتمرهم وإطلاقه بزخم اعلامي وشعبي يعكسه حضور كبير من القاعدة اليمينية وحركة «حزب الشاي». وكان لافتاً رفض المرشح الليبيرالي السابق رون بول تبني ترشيح رومني بالكامل وبسبب خلافات حول القاء كلمة خلال المؤتمر. كما ستغيب عن المؤتمر المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن وبسبب عدم منحها المنصبة الخطابية، فيما ستشارك وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس ووجوه من الحزب في الكونغرس، بينها السناتور ماركو روبيو والنائب أريك كانتور. ويحشد الديموقراطيون بدورهم لمؤتمرهم الحزبي لإعادة تسمية أوباما في كارولينا الشمالية الأسبوع المقبل. وأظهرت الاستطلاعات منافسة حادة بين رومني وأوباما واقتصار الفارق بينهما على أقل من أربعة نقاط في الولايات الحاسمة من بينها فلوريدا وأوهايو.