يبدو أن إعصار ساندي قد تحول إلى عنصر أساسي وفعال في السباق إلى البيت الأبيض، ويبدو أيضا أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، قد خرج ظافرا بعد أن أكد أهليته لإدارة الأزمات، ومؤهلاته لأن يكون قائدا أعلى للقوات المسلحة، في حين أن منافسه ميت رومني، بقي بعيدا عن الأنظار. وانطلاقا من الجدارة الواضحة التي أثبتها الرئيس أوباما في مجال التعاطي مع تداعيات الإعصار المدمر، تدفقت رسائل المديح إليه وخاصة من العديد من المسؤولين الجمهوريين. ففي حوار متلفز، قال حاكم نيو جيرسي الجمهوري المتشدد كريس كريستي: «أريد أن أشكر الرئيس شخصيا على كل المساعدات التي قدمها. لقد نجح أوباما في الإمساك جيدا بناصية الأزمة، وكان مميزا في أدائه. وقد اتصلت به أمس ثلاث مرات عبر الهاتف، وكان آخر اتصال أجراه معي منتصف الليل، حيث سألني عما نحتاج إليه». صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرا أمس قالت فيه إن إعصار ساندي يبدو أنه منح الرئيس أوباما ما لم يستطع هو أن يمنحه لنفسه من احترام وتقدير لدى الشعب الأمريكي كله. وأضافت البوست أن الإعصار التاريخي زود أوباما بصفات القائد الأعلى قبل أسبوع من موعد الانتخابات الرئاسية، وسط حملة انتخابية تميزت حتى اليوم بسلبيتها المطلقة.كما تسبب في تدفق المديح عليه من حكام الولايات المتضررة من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. إلى ذلك، توقعت وسائل الإعلام الأمريكية أن يستأنف المرشحان: أوباما ورومني، حملتيهما بعد انحسار موجة ساندي، وبعد إجراء الحزبين مراجعة شاملة لا ستراتيجيتهما الانتخابية. وقالت صحيفة واشنطن بوست، إن الإعصار أحدث إرباكا كبيرا في الحملات الانتخابية. كما أنه أدى إلى توقف عمليات التصويت المبكر في العديد من الولايات، لكن المتنافسين على الرئاسة يستعدان للعودة إلى العمل بشكل مكثف قبل أقل من أسبوع على موعد الانتخابات. وتفيد الدراسات والاستطلاعات المتعددة التي تم إجراؤها أمس وأمس الأول، أن السباق الرئاسي لا يزال متقاربا جدا. فحسب استطلاع أجرته واشنطن بوست، بالتعاون مع شبكة «إي بي سي» تبين أن رومني يحظى بتأييد 49 في المئة من الناخبين، مقابل 48 في المئة لأوباما. أما استطلاع نيو يورك تايمز، بالتعاون مع شبكة «سي بي إس» فقد أظهر العكس إذ أن أوباما بدا متفوقا على رومني بنقطة واحدة، أي بنسبة 48 إلى 47 في المئة. كذلك، فإن الاستطلاعات على الصعيد الوطني التي يجريها موقع «ريل كلير» تعطي تقدما لرومني بنصف نقطة فقط ضد أوباما. غير أن النظام الانتخابي الأمريكي القائم على نظرية الناخبين الكبار والذي يرتبط بنتائج الانتخابات في الولايات المتأرجحة، يعطي الأفضلية للرئيس أوباما. وهذا ما أظهرته دراسة أجرتها نيويورك تايمز في تسع ولايات رئيسية ومتأرجحة. هي: نيفادا، وايوا، وويسكونسن، وميتشيغان، وبنسلفانيا، وفرجينيا، ونورث كارولينا، وكولورادو وفلوريدا وأوهايو. حيث بدا الرئيس متقدما في سبع منها فيما لا يتقدم المرشح الجمهوري إلا في ولايتي فلوريدا، ونورث كارولينا، وهذا يكفي لإعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته.