مع تواصل عمليات الإغاثة وإعادة البناء، بعد مرور الإعصار «ساندي» الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة، كانت المحطة الأبرز أمس زيارة الرئيس باراك أوباما المناطق المتضررة في ولاية نيو جيرسي، برفقة الحاكم الجمهوري كريس كريستي المؤيد للمرشح الرئاسي ميت رومني. وطبعت الصورة المشهد الانتخابي، قبل خمسة أيام على التصويت في انتخابات الرئاسة، إذ أعطت اوباما الذي يواجه معركة ساخنة ضد رومني، صورة قيادية قد تساعده في جذب المترددين، في الساعات الأخيرة من السباق. وأتت صورة أوباما وكريستي بين الدمار الذي خلفه «ساندي»، لتعكس تضامناً ديموقراطياً - جمهورياً وتعاضداً حزبياً يبدو أوباما في أمسّ الحاجة إليه، وسط إعلانات تلفزيونية تبثّها حملة رومني وتتهمه بالفشل في العمل مع الجمهوريين في الكونغرس، وإقحام البلاد في جمود تشريعي أضرّ بالاقتصاد. وفيما تعددت القراءات حول استقبال كريستي أوباما، وهذا ما رفض رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ القيام به لانشغال المدينة في إزالة الدمار وإعادة البناء وحيث سقط 24 قتيلاً كما أعلنت الشرطة، برزت طموحات كريستي للترشح للرئاسة السنة 2016، سبباً أساسياً في ذلك. وعاين الرجلان الأضرار، وتعهد أوباما تقديم كلّ ما يلزم لمساعدة المنكوبين، على مستوى البيت الأبيض والإدارة. وحرص أوباما، طيلة فترة الإعصار، على إظهار صورة قيادية، من خلال متابعته جهود الحكومة الفيديرالية والتحقّق من مدى جاهزيتها، ثم الاتصال المستمر بينه وبين الولايات. ويرى مراقبون أن ذلك سيفيد الرئيس في الأسبوع الأخير من السباق، ويحدث مفارقة مع الأداء الحكومي العام 2005 بعد إعصار «كاترينا» الذي أغرق مدينة نيو أورلينز وأوقع ألفي قتيل، وما زال نقطة سوداء في رصيد الرئيس السابق جورج دبليو بوش. وخلال زيارة مفاجئة لمقر الصليب الأحمر الأميركي في واشنطن، قال أوباما: «أريدكم أن تتجاوزوا الحدود، وأن تتغلبوا على البيروقراطية، إذ لا عذر إطلاقاً لمَن لا يعمل في هذه المرحلة». واستعادت الولاياتالمتحدة التركيز على المشهد الانتخابي، في اقتراع ستكون له تداعيات جمّة على التوجهين الداخلي والخارجي لواشنطن. وفيما توجهت حملة رومني إلى فلوريدا، أعلنت حملة أوباما أن الأخير سيستأنف نشاطه الانتخابي اليوم، في ولايتي نيفادا وكولورادو غرباً. وتركّز الحملتان في شكل كبير، جهودهما على الولايات التسع الحاسمة التي ستقرر حسابياً مصير السباق، وأيّ مرشح سيجمع أصوات ال270 كلية انتخابية. وأعطى استطلاع أعدّته شبكة «سي بي أس» وصحيفة «نيويورك تايمز» أوباما تقدماً في أوهايو، بفارق خمس نقاط، وهذه ولاية لم يفز أي مرشح جمهوري في انتخابات الرئاسة، من دونها. ومنح الاستطلاع المرشحَين أرقاماً متقاربة، في فلوريدا وفيرجينيا (تقدّم طفيف لأوباما ب2 و1 في المئة)، كما حافظ الرئيس على تقدمه في بنسيلفانيا وميشيغان. وعلى رغم المطبات الحسابية أمام رومني لجمع ال270 كلية الانتخابية الثلثاء المقبل، تعوّل حملته على أصوات المستقلين وناخبي اللحظة الأخيرة، للاقتراع لمصلحته. وتنتظر الحملة الجمهورية تقرير أرقام البطالة غداً، والذي سيشكّل مؤشراً اقتصادياً أخيراً قبل التصويت، وسيساعد رومني في الترويج لانتقاداته لسياسات أوباما، خصوصاً أن أرقام البطالة ما زالت مرتفعة نسبياً وعجلة النمو متباطئة. ويتوقع غالبية المراقبين معركة كسر عظم بين الحملتين، ستحسمها نسب الإقبال والتفوق التنظيمي لأيّ منهما. وأعطى استطلاع «غالوب» أمس، مؤشراً يساعد أوباما، إذ يعتقد 54 في المئة من الأميركيين بأنه أوفر حظاً للفوز، في مقابل 32 في المئة لرومني.