تمثل المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق أحد الأركان الأساسية في منظومة الأمن الغذائي في المملكة من خلال الدور المناط بها بتوفير مادة الدقيق ومشتقات القمح التي تأتي في مقدمة السلع الغذائية الأساسية، إضافة إلى مساهمتها في تلبية جزء من الطلب المحلي على الأعلاف الحيوانية.وقد أنشئت المؤسسة بمقتضى المرسوم الملكي م / 14 الصادر في 25 ربيع الأول عام 1392ه والمعدل بالمرسوم الملكي رقم م / 3 الصادر في 12 صفر عام 1406ه في إطار التخطيط الذي أعدته الدولة، فسارت المؤسسة بخطوات مدروسة ومراحل متتابعة من العمل المخطط . ونتيجة للمشروعات التوسعية الجديدة التي نفذتها المؤسسة فقد بلغت الطاقات التخزينية لصوامع الغلال 2.52 مليون طن تؤمن احتياطي استراتيجي من القمح يكفي استهلاك المملكة العربية السعودية لمدة 10 أشهر . وكشف التقرير السنوي أن المؤسسة حققت الكثير من التطورات على مدى 40 عاماً من إنشائها وشهدت العديد من التطورات في أنشطتها، مشيرا إلى أنه نتيجة لعمليات إعادة التأهيل والتوسع في إنشاء مطاحن جديدة ارتفعت طاقات الطحن لدى المؤسسة إلى 11280 طن قمح يومياً ليصل إجمالي إنتاج الدقيق بأنواعه والجريش والهريس وخلافه إلى 2.4 مليون طن بزيادة 5.8 بالمئة عن العام الماضي.وفي إطار التوسعات المستقبلية فانه يجري العمل في العديد من المشروعات الجديدة التي سيتم الانتهاء منها خلال الثلاثة أعوام القادمة بطاقة تخزينية إضافية تصل إلى 710 ألف طن لتبلغ الطاقة التخزينية للصوامع 3.2 مليون طن تؤمن استهلاك المملكة من القمح لمدة عام كامل إضافة إلى زيادة طاقات الطحن من خلال مشروعات جديدة في مكةالمكرمةوجدة والأحساء وجازان بطاقة إجمالية تقدر بنحو 2.550 طن قمح يوميا لترتفع إجمالي طاقة الطحن إلى 13.830 طن قمح يوميا. وتمثل جودة منتجات المؤسسة من الدقيق والأعلاف أهمية قصوى وتخضع للعديد من نظم مراقبة الجودة من خلال استخدام أحدث الأجهزة العلمية في مختبراتها التي تُيسرّ للمختصين أداء أعمالهم بكل دقة وإتقان.وحول تطوير آليات تقديم الخدمات فقد قامت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بتحديث موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت وتجاوزت تقنياً مرحلة البناء والانتقال إلى مرحلة إتاحة الخدمات إلكترونياً إضافة إلي تطبيق نظام الأرشفة الإلكترونية والاتصالات الإدارية ، كما حصل موقع المؤسسة الإلكتروني على الإنترنت على جائزة أفضل موقع حكومي على مستوى المؤسسات والمنظمات العربية لعام 2011 م الذي تباشره أكاديمية المواقع العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية. وعدّ التقرير أن ما حققته المؤسسة التي أصبحت ركنا أساسياً في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة وحصنا من حصون الاقتصاد الوطني الشامخ شاهد على إنجاز حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو نائبه - حفظهما الله - . وتطرق التقرير للجهود التي بذلتها المؤسسة في إنشاء العديد من المصانع الإنتاجية وصوامع التخزين في مختلف أرجاء المملكة حتى أصبح لديها 11 فرعا من بينها 9 أفرع أصبحت متكاملة لتخزين القمح وطحنه ، إضافة إلى تصنيع الأعلاف المركبة في خمسة مشاريع تم إنشاؤها من النواحي الهندسية والتجهيزات وفق أحدث المعايير والمواصفات العالمية الخاصة بالمطاحن والصوامع ومصانع الأعلاف ومختبرات الجودة وخطوط تعبئة المنتجات .وحول الطاقات الإنتاجية للمطاحن ومصانع الأعلاف خصصت المؤسسة فروعها في مناطق الرياضومكةالمكرمةوعسير والشرقية والقصيم وتبوك وحائل والجوف والمدينة المنورة لمطاحن الدقيق بطاقة إنتاجية تبلغ 280.11 طن قمح في اليوم فيما تشكل الطاقة الإنتاجية لمطاحن الدقيق بمناطق الرياضومكةالمكرمةوعسير 59 % من إجمالي الطاقة الإنتاجية للمؤسسة. وخصصت المؤسسة مانع الأعلاف في خمسة مناطق وهي عسير والقصيم والشرقية والرياضومكةالمكرمة وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لها من الأعلاف 100.2 طن في اليوم تشكل الطاقة الإنتاجية من الأعلاف لمنطقتي عسير والقصيم 57%من إجمالي الطاقة الإنتاجية للمؤسسة ،إضافة إلى إنشاء خطوط متكاملة لتعبئة منتجات الدقيق ومشتقات القمح الأخرى والأعلاف. وسعت المؤسسة نحو الارتقاء بجودة منتجاتها المتنوعة كالدقيق ومشتقات القمح الأخرى والأعلاف إدراكاً منها بأهمية تقديم غذاء آمن ومطابق لمعايير الجودة العالية عبر المختبرات التي تعمل على مدار الأربع وعشرين ساعة يومياً بفروع المؤسسة والمجهزة بأحدث الأجهزة المخبرية والكوادر الفنية المؤهلة إضافة للمختبر المركزي بالإدارة العامة الذي تم إنشاؤه لإجراء الاختبارات اللازمة لضبط وضمان جودة منتجات المؤسسة ليكون نواة لعمل الأبحاث والتجارب والدراسات لتطويرها ولتدريب الفنيين العاملين بمختبرات فروع المؤسسة ووضعت المؤسسة عددا من الإجراءات التي تتم في فروع المؤسسة للحفاظ على جودة المنتجات.