وجد فيصل الغامدي من هواية تحجير السيارات طريقة جيدة لقتل الفراغ الذي دهمه منذ تخرجه من الثانوية العامة. حاول الغامدي دخول الجامعة لمواصلة دراسته ولكن معدله المنخفض حال دون ذلك، ولأنه لا يملك المال ليكمل دراسته على حسابه الخاص، أصبح رقما أضيف إلى أرقام العاطلين. يقضي نهاره في النوم وعند المساء يخرج مع أصدقائه بسياراتهم إلى أحد المواقع، ولا تشرق عليهم الشمس إلا وجميع السيارات واقفة على أحجار في مشهد فني رائع. ويبدو أن الفراغ وحده هو الذي يدفع الشبان إلى ممارسة هذه الهواية، حتى أصبحت في عرفهم سباقا فنيا من نوع مختلف. بدأت هذه الهواية من أبها والطائف، حيث المناطق الجبلية التي يمكن استخدام أحجارها لرفع السيارات، وانتقلت إلى مكةالمكرمةوجدة وكثير من المناطق. وعادة ما يجمع ممارسو هذه الهواية شيئين عشقهم للسيارات والبطالة. يقول الغامدي، وهو من أبناء جدة، إن هواية تحجير السيارات تنتشر حاليا في حي قويزة وأبحر وخليج سلمان وبعض المناطق التي يمكن الحصول على أحجار فيها، ويرى أن هذه الهواية فن جديد يتوجب على المسؤولين تبنيه ودعم ممارسيه بطريقة أو بأخرى. ويشاركه الرأي عبدالعزيز المطيري الذي يؤكد أن تحجير السيارات فيه من الإبداع الشيء الكثير، «عندما تقف السيارة معلقة على الحجارة لعدة أيام، فهذا تنافس ينم عن مواهب متفجرة». ويضيف «هذه الهواية متنفس للشباب وطريقة للبعد عن المشاكل العائلية، وأحيانا نقضي من ثلاث إلى أربع ساعات في ترفيع السيارة الواحدة». ويشرح الشاب محمد الزهراني طريقة تحجير السيارات قائلا: «تمر بعدة خطوات، وتبدأ أولا برفع السيارة على العفريتة ثم تجميع الحجار ورصها تحت السيارة على شكل بناء قديم، ثم فك الكفرات وتلوين الحجارة بألوان مختلفة حتى تعطي منظرا جميلا يلفت انتباه المارة»، ويؤكد أن الشباب يجدون في ذلك طريقة لاستعراض مواهبهم الدفينة، مطالبا كغيره بتبني هذه الهواية في المهرجانات، ورالي حائل مكان جيد لذلك.