" ليعلم العالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية " اخترت من خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله تلك الجزئية التي افتتحت بها مقالي, كونها واضحة وجلية وقوية ولا تحتمل التأويل وهي -الجزئية - تعبر عن موقف المملكة السياسي من الأزمة في مصر، وتؤكد وقوف المملكة حكومة وشعبا بجانب مصر ومحاربتها للإرهاب، كما أنها تحمل رسائل و إيماءات قوية بين سطورها للولايات المتحدةالأمريكية والتي وصف خادم الحرمين الشريفين تدخلاتها بأنها توقد الفتنة. كما أمل من المتدخلين بشأن مصر الداخلي أن يعودوا لرشدهم قبل فوات الأوان !! و لنضع تحت فوات الأوان أكثر من خط وهي جملة تستحق الوقوف والتأويل ولعل منها التلويح بالعلاقات الاستراتيجية بين المملكة وأمريكا والمصالح بين الدولتين. لا تجهل أمريكا وقوى الغرب في خطاب الملك عبدالله دعوته للعرب والمسلمين وقوفهما بجانب مصر كما تعلم يقينا ماذا تعني دعوة خادم الحرمين الشريفين وثقلها وحجم الاستجابة والردود عليها وقبل فوات الأوان ؟! كما لمح وصرح من المستهدف في خطابه ليؤكد أنها أمريكا المستهدفة في مابين السطور في خطابه في جزئية " يؤيدون الإرهاب الذين يدعون محاربته " مؤكدا في نهاية خطابة وهي التي أعتبرها الصفعة الحقيقة التي آلمت وستؤلم وستجعل البيت الأبيض يتراقص ذهولا للغباء السياسي في موقفها من مصر والتلميحات التي ظهرت من تحت الطاولة بدعم الإخوان حين أكد أن مصر ستعبر وستصل لبر الأمان ومصرحا بمن وصفهم " هؤلاء " في خطابه بأنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم ؟!! إيماءة قبل فوات الأوان و يوم لا ينفع الندم و إهابة الملك عبدالله للعرب والمسلمين لم تكن إلا تأكيدا وتلويحا بما لا يقبل الشك أن أمن مصر هو الصمام لأمن المنطقة القومي الاستراتيجي من المخططات المعادية وكذلك رسالة لهم. ويعتبر موقف المملكة تاريخياً ويذكرنا بمواقفها في حرب 1973م وخطابه تصريح وتلميح وصفع على القفا و المملكة تملك أقوى سلاح و " هؤلاء " يعلمون !