لا تَغْتَر بطول العبادة و كثرتها، فلن تكون أطول عمراً من عبادة إبليس. و مع ذلك لقي ما لم يلْقه مخلوقٌ من الشقاء و المَقتِ و اللعن. لا تفرح بتعدادِ صالحاتك و إحصاء حسناتك. فلن تصل مواصيلَ عُبّادِ أُممٍ سابقةٍ من الطاعات خُتِمتْ بخاتمةِ سوء، فانْمَحى كلُ خير. مقياس نجاةِ طاعاتكَ إصلاح نفسكَ من أمراضها و تَنقيتُها من أدوائها. فعِماد الظاهر يرتكز على صلاحِ الباطن. "إن في الجسد مُضغةً إذا صلحتْ صلح الجسد كله". لا نجاةَ إن كانت المُضغةُ مَشحونةً بالحسد و الرياء و الكبر و النميمة و الشحناء و سوءِ الطّويّة. أصلح شأنَها قبل أن تُتعِبَ جسدك بالطاعات..بذاكَ تفوز..و بعكسه تَخسر.