حدث سنوي مهم في حياة شعبنا الفلسطيني وهو ذكرى نكبة شعب فلسطين وتعرضه لجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير القسري عن أرضه على يد العصابات " الإسرائيلية " الصهيونية، فقد خطط الصهاينة منذ المؤتمر الصهيوني الأول في سويسرا عام 1897م لاحتلال أرض فلسطين والسيطرة عليها وطرد سكانها والترويج لمقولة " نحن شعب بلا أرض لأرض بلا شعب"، حيث تعرض شعبنا الفلسطيني المجاهد على مدار 65 عاما لمجازر يهودية " إسرائيلية " صهيونية استهدفت اقتلاعه من أرضه وجذوره ونفيه إلى شتى بلاد العالم وتشتته بها ليصبح هناك ملايين اللاجئين الفلسطينيين محرومين من حق العودة إلى ديارهم وأرضهم التي هجروا منها في عام 1948م. اعتبر الصهاينة نكبة فلسطين " حرب الاستقلال" التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف فلسطيني، فيما تم تهجير حوالي ربع مليون، كما تم تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية إضافة إلى تدمير 11 حيا مدنيا، وقد اعتبر عدد من المؤرخين " الإسرائيليين " أن نكبة فلسطين تمثل أكبر جريمة تطهير عرقي في التاريخ المعاصر، والتطهير العرقي كما عرفه العلماء والمختصون هو عملية طرد بالقوة من أجل إيجاد تجانس عرقي في إقليم أو أرض يقطن فيها سكان من أعراق متعددة وهدف الطرد هو ترحيل أكبر عدد ممكن من السكان، بكل الوسائل المتاحة لمرتكب الترحيل، بما في ذلك وسائل غير عنيفة، حيث إن نكبة شعب فلسطين تقع تحت مفهوم إبادة الذاكرة وهو قتل الجماعة مادياً أو معنويا، ومع إلحاق الضرر الخطير، الجسدي والعقلي بأعضائها، والأذى المتعمد بأوضاعها الحياتية بما يؤدي إلى تدميرها كلياً أو جزئياً. إن ما حدث من جرائم خلال حرب عام 1948م الصهيونية ضد الفلسطينيين وتدمير مدنهم وقراهم وتهجيرهم قسريا من أرضهم لم يكن مصادفة بل كان مخططا له بالدقة المتناهية وعبر مراحل مختلفة، وقد بحث المؤرخون " الإسرائيليون " في سجلات وأرشيف المؤسسة العسكرية الصهيونية ليعثروا على الكثير من الأوراق والقرارات التي تؤكد بالأدلة الدامغة على جريمة التطهير العرقي خلال أشهر نكبة فلسطين، حيث كشف المؤرخون " الإسرائيليون " عن خطة صهيونية اسمها الرمزي خطة دالت وهو رمز للحرف الرابع في اللغة العبرية " د" وهي عبارة عن النسخة الرابعة والنهائية من الخطط الإسرائيلية الصهيونية التي عكست حقيقة الحقد والعداء الكبير للشعب الفلسطيني، فيما كانت الخطط الثلاثة التي سبقت هذه الخطة تعكس تفكير القيادة الصهيونية في كيفية التعامل مع الأعداد الكبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني الذين سيتم تهجيرهم قسرا عن أرضهم ومنازلهم.