بالأمس ودع أهل المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد، واليوم يستقبلون الأمير فيصل بن سلمان ليكون أميراً لمنطقتهم، وبقدر فرحتهم بقدوم الأمير فيصل.. المتسلح بطموح الشباب وقوة الإرادة، بقدر شكرهم وثنائهم على ما قدمه الأمير عبدالعزيز من خدمة جليلة لطيبة الطيبة خلال فترة عمله، وسعيه الدؤوب لتطويرها، وبذل كل السبل لرقيها. ولا يخفى على الجميع أن للمدينة المنورة موقعًا خاصًا في اهتمامات قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – حفظه الله - نظراً للأهمية التي تمثلها المدينة على النطاق المحلى والإقليمي والإسلامي، فهي الأرض المباركة والبقعة الطاهرة التي تضم مثوى ومسجد سيد البشر.. حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. الذي أخرج الأمة من الظلمات إلى النور بأمر ربه، ومما لا شك فيه فإن شرف المكان ووحي الزمان يدفعان دوماً إلى اختيار أمرائها وفق معايير معينة وهادفة، ولهذا تم اختيار الأمير فيصل بن سلمان الذي جاء مكملاً لمسيرة الأمير عبدالعزيز بن ماجد ومن سبقه من أصحاب السمو الملكي الأمراء والذين سيبقون في قلوب أبناء مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. والأمير فيصل بن سلمان يسبقه فكره النير، وحماسه الدفاق لخدمة الوطن في أي منصب وموضع، فهو قد تربى في بيت الحكمة والإبداع، حيث استقى من والده ولي العهد، الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - المفاهيم الحقيقية للتعامل الحسن، والصفات الحميدة، والشخصية الحكيمة المتواضعة، وهو رجل ثقافة وإعلام من الطراز الأول، ومتابع جيد لمجريات العصر والتغيرات المحلية والعالمية ببعد نظر ورؤية ثاقبة، ويتميز بسيرة عطرة رائعة تحفزه دوماً إلى تقديم أفكار خلاقة ومبادرات شجاعة تتوافق مع سعة علمه وأفقه، وعمق تجربته الثرية، وكل هذه المميزات جعلت منه رجلاً ناجحاً وانموذجاً للقيادة الرصينة بمختلف مقاييسها ومعاييرها. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يبذل من وقته وجهده الكثير في سبيل توفير سبل الحياة الكريمة لسكان وزوار مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن حنكته – حفظه الله – أن عين الأمير فيصل بن سلمان أميرًا لمنطقة المدينةالمنورة ليكون خير خلف لخير سلف، ولتتواصل مسيرة البناء والتنمية التي سهر على رعايتها والاهتمام بها الأمير عبدالعزيز بن ماجد، وهو اختيار يدعم رؤية ورسالة قيادتنا الحكيمة في خدمة الحرمين الشريفين باعتبارهما مقصد المسلمين في أنحاء العالم كافة. والفارس المتوج بهذه الثقة الملكية يعلم - بلا شك - أن إمارة المدينةالمنورة تكليف أكثر منها كتشريف وذلك لمكانتها في قلوب مواطنيها وفي قلوب جميع المسلمين، وأن كثيراً من الملفات تنتظر قدومه، وعلى رأسها استكمال توسعة المسجد النبوي الشريف وتطوير المنطقة المركزية وتنفيذ مشاريع الإسكان وإنشاء المنشآت الشبابية والرياضية، وغيرها، سعياً نحو مستقبل زاهر تتوق له طيبة الطيبة المتوجة بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام (2013م). نسأل الله العلي القدير أن يعين الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز على خدمة المدينةالمنورة وأهلها الكرام، وأن يكون قائداً لتطورها ورقيها في شتى المجالات. كاتب وباحث أكاديمي