منذ الصغر وقديم الأزل علمونا أن أساس العلاقة بين الرجل والمرأة هي المودة والرحمة، إلا إن بعض المحسوبين على (المُحتسبين) ودعاة الدين شوهوا تلك الأساسات الإنسانية الرائعه وزادوا الصورة تشويهاً بين الطرفين وعقدوها بل (مصخوها) كذلك زيادة عن اللزوم ! جعلوا من المرأة مشكلة صنعوها بأيديهم, ولا يترددون لحظه في تعقيدها وتكسير مجاديفها وتكفيرها وقذفها وقطع رزقها, والأدهى والأمر من ذلك اعتقاداتهم العقيمة بأنهم ينكرون منكراً عظيماً ويجب تغييره. وفي واقع الأمر المضحك المبكي هذا أننا معشر النساء الواعيات الرافضات لثقافة الامتهان والتبعية نشفق على أمثالهم , مثل تلك المجموعة من المحتسبين الذين قابلوا وزير العمل السعودي عادل فقيه وختموا حوارهم معه بالدعاء عليه بالسرطان ما أن تراجع عن قراره بتأنيث المحلات الخاصة بالمستلزمات النسائية, وأمهلوه شهراً انقضى منها ما انقضى وأخشى أن تدق بعدها ساعة العمل لديهم فيجتمعون ويتوضأون ثم يشدون الرحال على بركة الله إلى ساحة الحرم في مكةالمكرمة ليرفعوا أكفهم بالدعاء على وزير العمل لسماحه بالعمل للمرأة مبتغين بذلك الأجر والثواب ! تلك المرأة التي يرى البعض أنها فاسدة ومفسدة وهم يحاولون بشتى الطرق قطع أرزاقها والتضييق عليها درءًا للمفسدة التي هي في واقع الأمر قابعة في عقولهم ! هذا الخبر السخيف واحد من مجموعة أخبار نسمعها كثيراً عن من يحاربون المرأة ويشهرون سيوفهم في وجهها وكأنها ألدَّ أعدائهم في هذه الحياة , يطلقون العنان لمطاردتها والتضييق عليها.. وكأن البعض من هؤلاء لا يجد مادة دسمة أفضل من المرأة وقضاياها ليحشر أنفه في أمورها وقضاياها،فالمجد للمرأة رغم أنف الحاقدين. وبما أنهم يرون الاحتساب في الدعاء بالسرطان على من لا يتفقون معه, سأحذو حذوهم , وسأقعدن على الطريق وأشتكي وأقول هلكتونا وعقولكم لاتفقه ,وسأدعين عليكم في غسق الدجى, يبليكم الله مثلما ... (أبليتمونا). rzamka@ [email protected]