بعد نشر صحيفة الشرق للقاء المحتسبين بوزير العمل تحت عنوان «200 محتسب يهددون وزير العمل بالدعاء عليه في الحرم بالسرطان بسبب عمل المرأة»، اعتقدت أن المسألة إثارة صحفية، أو أن من هدد بالدعاء على الوزير هو مندس مع القوم وليس منهم، أو رجل قليل علم وضيق أفق، ولم يبدد كل هذه الشكوك إلا بعد اطلاعي على المقطع المنتشر باليوتيوب لأحد المتحدثين الرئيسين، يخاطب الوزير ويمهله شهراً قبل أن يستحدم معه ما استخدم مع سلفه (القصيبي رحمه الله) الذي ذكر أنه دعا عليه بالحرم عندما لم يستجب لطلباته أصيب بالسرطان. وحقيقة حتى في حقبة الخطاب الديني المتعصب لم ألاحظ استخدام مثل هذه الطريقة في ترهيب المخالفين للرأي بالدعاء، وعندما استعرض سنة النبي صلى الله عليه وسلم لم أجد أنه هدد بالدعاء على أحد، بل إنه عندما خير بأن يطبق الأخشبين على مشركي مكة، قال :بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبدك ولا يشرك بك أحداً. وأقول للشيخ مجاب الدعوة، أليس من السنة أن تتبع السنة، فإن كنت تعلم أنك من أولياء الله الصالحين مجابي الدعوة فلماذا لم تذهب إلى مكة مباشرة بدون مهلة، ثم ترفع يديك فتدعو للوزير بأن يريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه، وتجنح للرحمة ولا تكن من المعتدين، ثم تجعل الكعبة بينك وبين الشام فتدعو على طاغية الشام بالسرطان بدلاً من الوزير.