عندما كشف رئيس الشؤون الخاصة للراحل (الأمير نايف) جوانبَ خفيّةً من أعماله استوقفتْني كثرةُ (صدقاته السرية). ملايين أمر بدفعها لمعوزين أو تخليصِ رقبةٍ من قصاص، مع أنه لو توسط فيها لربما نجا صاحبُها، أو غيرِها. خرجَتْ شيكاتُها باسم (فاعل خير). تأمّلتُ كم نحن محتاجون هذا النوع من المسؤولين. ففي وقتٍ اقترن فيه اسم غالبيةِ (وزراء الداخلية) العرب ببطش المخابرات وتعذيبِ الموقوفين ودسائس يستنكف القلمُ عن كتابتها والخيالُ عن تصوُّرِها، يكون (وزير داخليتنا) رقيقاً في (داخليةِ نفسِه)، مُستدراً رحمةَ الله، خائفاً عذابه. نظرتُ في القرآن فما وجدتُ (حسنةً) تكفِّر السيئاتِ بوضوحٍ (كصدقةِ السر). يقول تعالى :(إنْ تُبدوا الصدقات فنِعِمّا هي وإنْ تُخفوها وتُؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفِّر عنكم من سيئاتكم)..تأمّلوا (خير لكم ويكفِّر عنكم من سيئاتكم)..إنها تنفعه الآن. ومَنْ منا بلا سيئة.؟.خاصةً لو كان في (السُّلْطة)..أو قريباً منها. Twitter:@mmshibani