مخطئٌ من يظن الغربَ الذي استعمر وقسم منطقتنا العربية، يريد استقرارها أو ازدهارها أو حتى ديمقراطيتَها. انما يرفعون شعار الديمقراطية كمدخلٍ لتَناحر الشعوبِ داخلياً وانصرافِها أن تكون متعاضدةً حتى لو بمظلّةِ دكتاتور (العراق و صدام مثلاً). فوجئوا بثورة (تونس)، فَنَجَتْ من مؤامراتهم. و تَلَتْها (مصر) سريعاً قبل التقاطِ أنفاسهم. ثم كان شهران كفيلان بتجديد استراتيجياتهم والتفاهم على خططها بوسائلِ تنفيذٍ اقليميةٍ ودوليةٍ، كالامم المتحدة وغيرها، وتخصيص فُتاتِ موائد (ارثِ) مستقبل المنطقة الغنية للمعسكر الشرقي الكبير لضمان اسهامه في مخطط ظهرت بعضُ دسائسه والباقي مُخَبّأٌ مؤجّلٌ (لِئلّا يتّسع الخرقُ على الراقع) الغربي. تؤكد تصرفاتُهم ذلك. وأولُها التحالفُ، بعد العداء الشديد، مع الأحزاب الاسلامية. يُذكّرنا باسقاطهم حليفَهُم الأكبر، شاه ايران، و استبداله بثورة الخميني الإسلامية. انتقالٌ مماثلٌ من النقيض الى النقيض. الهدفُ لا يتغير (الفتنةُ والتقسيم). و لن تَسلَمَ منه دولةٌ مهما كان قُربُها من سلطان الغرب وسطْوتِه. و البَذرةُ مزروعةٌ (ضَيْمُ الشعوبِ المظلومةِ المنهوبة). و الأدواتُ مشروعةٌ (الديمقراطية و حقوقُ الانسان). و المَدخَلُ دوماً (أهواءُ النفوس و صراعاتُ النفوذ و السلطة و الشرعية) التي ستُؤجّجُ كل شيء، حتى ينهار المعبد و يُحققوا شرقاً أوسطياً جديداً مُقَسماً مُجَزّءاً متناحراً في كل أرض. فهل تَعي الأنظمةُ و الشعوبُ ذلك مبكراً، أم (ستبكي دماً) يوماً ما على ما كانت فيه و ما آلَتْ اليه. لكن الماضي لا يعود..لا بخيرِه..و لا حتى بشرِه. Twitter:@mmshibani