** صادف يوم الأربعاء الماضي 25 مايو أكمال مجلس التعاون لدول الخليج العربي ثلاثين عاماً منذ بداية تأسيسه التي كانت في 25/مايو/1981م.. والذي كان وما زال الهدف منه تحقيق الوحدة الاندماجية بين هذه الدول في كافة مناشط الحياة الاقتصادية والأمنية اتساقاً مع تجانس النسيج الاجتماعي الذي يمثله أبناء دول المجلس والذين يرتبطون بالكثير من أواصر القربى والنسب. ** خلال هذه الفترة من عمر التعاون مرت الكثير من الأحداث والتحديات التي واجهتها دول المجلس ابتداء من الحرب العراقية الإيرانية وما صاحبها من استنزاف اقتصادي تزامن ذلك مع انخفاض حاد في أسعار البترول ، ترتب عليه تحمل هذه الدول لكثير من الأعباء المالية نتيجة الديون التي تراكمت على دول الخليج في تلك الفترة، ثم تلا ذلك الاعتداء الصدامي على الكويت وما ترتب عليه من أحداث الكل يعرف ما آلت إليه والكل يدرك ما ترتب على ذلك من إنفاق مالي شكل عبئاً على خزائن هذه الدول. ** تلك الأحداث هي في واقع الأمر منغصات لا يمكن تجاوز تأثيراتها التي تسببت في تأخر إنجاز الكثير من المشاريع الاندماجية لدول المجلس عدا التنقل بالبطاقة الشخصية لأبناء دول المجلس بدلاً من جوازات السفر وحتى هذه ليست مكتملة بين هذه الدول إذ توجد بعض التحفظات المعلنة أسبابها على كل حال، وفي حين اتفقت الدول على توحيد العملة، برزت نقاط شكلية جعلت بعض الدول إما تعتذر لبعض الوقت أو تجمد موافقتها لحين الاتفاق على حلحلة هذه النقاط . ** دول الخليج العربي عدد سكانها قليل،وقد وهبها الله ثروات هائلة،ما يجعلها مطمعاً للطامعين البعيد عنها والقريب.. والقريب بالذات هو ما تواجهه هذه الدول في الوقت الحاضر من الأطماع الاقليمية المعلنة بكافة الصور الاستفزازية من خلال ادعاء الملكية والتبعية أو عن طريق إثارة الفتن الطائفية بين أبناء دول المنطقة، ويأتي هذا التحدي من الجارة إيران الجمهورية الإسلامية ضاربة عرض الحائط بمعاني الجيرة وحقوق الجار، التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، ظهر ذلك جلياً عند دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين بناء على طلب قادتها لوأد الفتنة التي كانت بتحريض إيراني واضح أثبتته ردود الفعل المتشنجة من القادة الإيرانيين.. هذه التحديات تجعل المواطن الخليجي في قلق مستمر خوفاً على أمنه واستقراره، وهو الواقع الذي يحسد عليه المواطن الخليجي، والحل الوحيد لكبت هذه الاعتراضات هو ترقية التعاون إلى اتحاد خليجي كونفدرالي بين دول الخليج العربي يمكنهم من الدفاع عن أراضيهم ضد أي اعتداء عليها، أو محاولة السيطرة على مياه الخليج براً وبحراً وجواً لما يمثله الخليج العربي من خط ملاحي في غاية الأهمية لنقل صادرات المنطقة.