روح القناعة وشفافية العيش اختفتا بين زوايا مجتمعنا وأصبح هم الغير قليل من الناس الهرولة خلف متطلبات الدنيا دون الالفتات إلى مبادئ القيم، فالمهم هو الوصول إلى أهداف رغدية ولو على كسر إنسانية الإنسان. لم يعد التعامل بين بني البشر مبنياً على ثقة اللقاء فالكل يبني لنفسه طريقاً يحصل من خلاله على منفعة تخصه وحده والآخر يسف المل. واقعنا اليوم مخزٍ فالكثير خلع رداء المروءة والعفة والقناعة وضربَ بخلق الإسلام الصخور الصم، فالرشوة والتزوير والتستر والاختلاس من المال العام والخاص والإدعاءات الكاذبة والتنصل من الواجبات والتنكيل بالمطلقات والأبناء كل ذلك خير دليل على واقعنا المخزي والسعي المقيت خلف الدنيا والاكتساب بأي شكل من الأشكال. الهرولة خلف دنيا وقتية عاقبته مذلة عند الله وعند خلقه والسير في دروب الخداع من أجل التمتع بزيف دنيوي مصيره التعثر والسقوط ومتى انسلخ المجتمع عن مبادئه التي تقوده إلى صفاء الإيمان شاعت الفوضوية وتغلغلت عناصر الفساد في نفوس الناس وأصبح الهم دنيوياً بعيداً عن الآخرة. التشبث بالدنيا والغفلة عن النهاية منحنى خطير إذا طوق مجتمعاً بعثر في أرجائه بذور الفساد وأصبح الهم الوحيد لأفراده التكسب بأية طريقة ومقابل أي ثمن. الدين الإسلامي بمبادئه وتوجيهاته وتفعيل قواعده يسير بالمجتمعات إلى صفاء العيش وكرامة التعايش ومتانة التماسك عندها تختفي نقاط الفساد ويصبح المجتمع مجتمعاً فاضلاً تسوده المحبة وتزدهر الثقة بين أفراده فما أجمل العودة إلى الدين والتقيد بأحكامه. يقول أبو العتاهية: طلبتك يا دنيا فأعذْرتُ في الطلب فما نلت الا الهمّ والغمّ والنصب فلما بدا لي أنني لست واصلاً إلى لذة إلا بأضعافها تعبْ أسرعت في ديني ولم أقضِ بغيتي هربتُ بديني منك إن نفع الهربْ