** ذات مساء بهيم والظلام يعم المكان والزمان وقتها تذكرت حين كانت (الذكرى) لأيام مضت وليال (مطفأة) معشوشبة بالخيالات التي لا يتحقق منها سوى صفير الرياح.. فلا الأيام حققت أمانيها ولا الليالي اينعت شيئا يذكر. ** وياهل ترى هل كان شاعرنا مستلهما الحالة الآنية حين قال لا فض فوه: (والليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيبة!!) ** ترى هل كنت مثقلا بالرؤى والخيالات والأماني اشبه بالهلوسات التي يحلم بها النائم الذي ملأ بطنه بما لذ وطاب.. وهو يغط في سباته العميق.. ** وعدت بفكري الى ان الإنسان (أي انسان) يحلم يقظانا ويحلم نائما.. وأحيانا يحلم بين بين!! ** وأخطر الأشياء على الفكر ان يحلم (يقظانا) حين لا يوافق اولا يتوافق حساب الخيالات مع حساب الواقع المعاش. ** واتساءل هل كل الناس يحلمون.. بالتأكيد تلك حقيقة ناصعة.. غير ان هناك احلاما سلبية واخرى ايجابية.. فمن الأحلام (السلبية) تلك التهويمات التي تبني قصورا عالية من الوهم والتخيلات الرخيصة. ** اما الايجابية فهي التي تخترع وتبتكر اشياء عملية تعود على الانسان مزيدا من التقدم والنضوج تبهر كل ذي لب وبصيرة. * فبداية الأشياء تبدأ من الحلم.. ونهاية الأشياء تنتهي الى الواقع المشاهد والملموس. ** ولكن اي واقع نبحث عنه. ** اهو واقع الفقير المعدم الذي تسد امامه النوافذ والابواب واحيانا الشمس المضيئة والقمر المنير ** وعدت بذاكرتي الى الوراء حين تعلمت من (الكلمة) معنى الحياة وقدسية مفهومها وشمولها واحاطتها احاطة السوار بالمعصم عن معنى العدل وذاك الانصاف. ** أهو غباء معمم.. لأن هذه الكلمة تأسرني واحيانا تقض مضجعي وتبعد الكرى والأماني البنفسجية ** فاحس بالقشعريرة تهز كياني والبرودة تخنق وجداني و..و.. مأساة اليس كذلك؟! ** واتساءل ماذا عمل لي هذا الهيام.. وانا مكسور الجناح.. اقصد ماذا عمل لي ماديا في دنيا تعج بالماديات. ** وتصرخ (الحقيقة) ان الذين يتعاملون مع (الحرف) هم دوما من افقر خلق الله -اللهم لا شماته- ** بل يكادون ان يكونوا من اكره الناس لدى العاملين على ارض الواقع!! ** وبعد هل قلت الحقيقة ام ان الغباء لا زال يتملكني.. يا الطاف الله ** ويا ترى هل اعود للذكرى ام نحلم بالاماني والتخيلات ويا دار ما دخلك شر ولسان الحال يقول (اذا مت عطشانا فلا نزل القطر) ** يا امان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل جدة: ص.ب: 16225