.. حقّاً إن هذه الحياة تشرق فيها أيام تكون مضيئة ومزدهرة وتدعو للأمل أن يكون صافيا نقيّاً يحلم فيها الانسان او يتمنى اماني كثيرة لا تخطر على بال بشر. ولكنها احيانا تسود فيها حتى كأن الشمس المشرقة تحط بها العتمة وتسود فيها المسالك وتتزغلل فيها العيون فلا ترى شيئا سوى الظلام. وكنت أسأل كإنسان بسيط شاءت له المقادير ان يحيا حياة غير مستقرة ولا آمنة ولا مطمئنة لمن هو على شاكلته فقيراً معدما حتى الحضيض. وشاءت له الظروف أو المقادير ان يتغرب بعيداً عن وطنه فينتزع منذ ان كان عمره لا يتجاوز "8" من عمره بحجة ان له اشباها واقرانا سبقوه حيث المجهول وعليه ان يتكيف مع هذه الحياة مع من هم على حاله وشاكلته حذو القذة بالقذة.. وكنت آنذاك أسأل وببلاهة أحياناً .. أهذه الحياة .. وهذه هي ما يأمل الانسان ويرجوا . وكان الجواب العملي نعم هذه الحياة أيام سوداء كاحلة موغلة في العتمة.. ايام كلها حضيضة قاحلة وكان الناس الذين يمشون معه ويشاهدونه وربما يتحدثون معه ويتعاملون ولكن كإنسان "واطي" ولا قيمة له ولا مكانة.. واحياناً هذه الحياة تكون "مشرقة" تضيء من كل جانب على اهل هذه الحياة لأنهم خلقوا وداخل أفواههم ملاعق من ذهب أو اي شيء يدعو للبهجة والحبور والفرح والسرور. وقديما قالها شاعر مجيد ولعله اصيب كما أصبنا حين صرخ .. مشيناها خُطى كتبت علينا .. ومن كتبت عليه خطى مشاها آمنا بالله إيمانا حتى العظم سائلين منه جل وعلا ان يرحم حالنا ويعفو عن الذين ظلمونا وقهرونا بقصد او بدون قصد. رسائل إلى من أحبّونا دون مردود مادي . أخي الحبيب الاستاذ /عمر سعيد أبو زيد لا أجد كلمة توفيك حقك كصديق وكأخ عزيز لم تلده امي سوى أن أقول لك من الأعماق لك فائق التحية والاحترام حتى ترضى. أخي الصديق الاستاذ علي خالد الغامدي، كسوتني بفضلك حين تذكرتني وسط هذا الظلام الذي عم أجواءنا .. فلم نعد نلتقي أو نعرف بعضنا البعض باعتبار أننا مشغولون وهو عذر أقبح من ذنب سوف أقرأ "كتبك" الرائعة بتمعن فهي بالحق غذاء فكري لمن يفهمون رسالة "القلم" ويحرصون على إشراقة حروفه نافعة مضيئة على الدوام. جدة ص.ب 16225